أهل الحجازِ فَدَتْكُمْ كلُّ جارِحةٍ … أليس فيكمْ فؤادُ الصَّبِّ مَكْبُولُ
أليس منكم رسولُ الله وهو بكم … وعنكُمُ قِيله للناسِ مَنْقُولُ
صلى الإله على المختار ما صَدَحَتْ … وُرْقٌ وزِيدَ من الرحمنِ تَبْجيلُ
ومن المنسوب إليه في "المجموع" المذكور، هذه القصيدة:
أرى الأحبة عن شكوايَ قد عَدَلُوا … وبين أهلِ الهوى في الوصلِ ما عَدَلُوا
خَلَّوا فؤادي ولكنْ حرَّقُوه جَوىً … ما بالهم خرَّبُوا بيتًا به نزلوا
يا ليت شعري دَمِي دون الورى سَفَكُوا … أم هم كذلك ما زالوا ولم يزلوا
بل لو رأيت غَداة البَيْنِ ما صنعُوا … بالناس كم أسرُوا قومًا، كم قتلوا
يا حادي العِيسِ قِفْ بالقوم إنَّهُمُ … مِنْ جِرم نَصْلٍ رَمَوْا في القلب ما نَصَلُوا
سَلْهُمْ بما حللوا تعذيب سائلهم … وما جَوابُهُمُ عنه إذا سُئِلُوا
أَهكذا قَسْوَةُ الأَحْبابِ ما بَرِحَتْ … أمْ هؤلاء مِن الأجْبالِ قد جُبِلُوا
ومنها:
رَامُوا صَلاحِي بِلَوْمي لَيْتَهم سَكَتُوا … قد حركوا خَبْلَ مجنونٍ وما عَقَلُوا
كم أَجّجُوا بِمَلامِ الصَّبِّ نارَ جَوى … ضَرُّوا وما شَعَرُوا يا بئسَ ما فعلوا
رَوَوْا بأنيَ مَفْتُونٌ وقد صَدَقُوا … وما خَفِيَ عنهُم فوق الذي نَقَلُوا
أهل الحجاز وإن جارُوا وإن هَجَرُوا … هم بُغَيَتِي قَطَعُوني اليومَ أم وَصَلُوا
لهم على كلِّ من في الكائنات عُلًا … ودُونَهُمْ كلُّ مَنْ يَحْفَى ويَنْتَعِلُ
إن كان عنِّي لهم بُدٌّ فَدَيْتُهُمُ … فليس لي عنهم بُدٌ ولا حِوَلُ
إن كان من قَصْدِهم قتلى بهَجْرِهِمُ … على الذي قصدُوا مِن هجرهم حَصَلُوا
عليك بابن يَهُوذَا مَدْحُهم أبدًا … لعلَّ يَمْحُو كتابًا كُلُه زَلَلُ
* * *