متّحرك مرّة له حركة بمعنى التوسّط، وأخرى بمعنى القطع صفحة ملساء وشكله مخروط شابّ أمرد، وعارضه مخطوط، مصراع مصنع في حسن المقطع، مطلع ملمع مرصع سلالة منقب بقناع من الأثواب، ذات النطاقين، صانت ماء وجهها، فتغطت بالجلباب، مر سنة مسرج حاجبه مزجج مخنث تهتك يهتزّ بقائمة المشطب، وبحك زنده قد يقتدح نار الحرب، جارحة قد تطير من منعتها، فتضرب المنهب، مشروح المصدر، مرفوع القدر، نهر جار من خمسة أنهار، مهيب، وله الكفّ الخضيب، سماك رامح سعد ذابح ذؤابة قرين بالخمسة المتحيّرة وقت اللمعان، معدل قاطع فيما يمرّ تحت ذبابة سوى الملوان، ولو لم يكنْ له قوّة المنعطف الصولجان لما أطار كرّات الرؤوس في الميدان، ومن علماء العصر والزمن مولانا محمد بن أحمد المشتهر بابن بزن.
كان أحمد المزبور في أوائل حاله من ندماء السلطان سليم خان فاتح "الديار المصرية" و"الشامية"، وله كلّ يوم ثمانون درهما، ثم تغير عليه السلطان لبعض الزلات، فأخرجه، ثم قلّده قضاء بعض القصبات، وولد المرحوم بقصبة "أسكليب"، ونشأ على طلب العلم والفضائل، واشتغل على كثير من الأجلّة الأفاضل، ودار على علماء عصره، واستفاد، حتى صار ملازما من المولى المعظّم أبي السعود صاحب الإرشاد،
ثم درّس بمدرسة إبراهيم باشا بـ "أدرنه" بعشرين، ثم مدرسة قاسم باشا عند مرقد الأمير سلطان بـ "بروسه" بخمسة وعشرين، ثم مدرسة هزار غراد بالوظيفة المزبورة، ثم مدرسة اينه كول بثلاثين، ثم مدرسة بيري باشا بـ "قسطنطينية" بأربعين، ثم صار وظيفته فيها خمسا وأربعين، ثم نقل إلى مدرسة سنان الكبنكجي بـ "المدينة" المزبورة بخمسين، ثم وقع في غيابة العزل والهوان، ثم قلد بعد التفتيش والامتحان مدرسة السلطان سليمان بجزيرة