ضرب من الحرب سلطان مصري، فاتح الشامات قاهر القروم قهرمان، دمشقي مالك رقاب "العجم"، و"الروم" عضد الدولة، رونق الملّة فتح لأوليائه، ومقت لإعدائه، طالما أبعد نفسه عن نيام، فأنام تحت ظلّه الأنام في شجرة النسب، فناري أما في العصب قناري كرماني، ينشرح ما في متنه من المأثور، ويسمع أثناء محادثته باللؤلؤ المنثور، إشراقي بجلائه الطبع وصفائه الحميم.
وقد كان في شرحه من المشائين بنميم خرجتْ من منكبيه الأفعيان، فكأنه ضحّاك ناسب أن ينسب إلى تيمور حيث أنه سفّاك حديد اللسان في تبيانه، ومن لسانه علوّ شانه صبيح الصلب عارضه مصقول ناحل، قد يعرض له ذات الجنب، وهو مسلول تارة، وهو من أصحاب اليمين، يتلألؤ وجهه البريق بأنوار مشرقة مصرما، ومرّة تلقاه، وهو من أصحاب الشمال الذين أغشيتْ وجوهُهم قطعا من الليل مظلما، اسمه خليل، كنيته أبو السليل الصاحب بالجنب وابن السبيل، ألف القطع يثبت في أيدي الأخيار، ولا يسقط عن رؤوس الأشرار، عابد يداوم الخمس في وقتها المختار، زاهد أليف الوحدة، معتكف الغار، معصوب، بل عطشان ضاحك، مع أنه غضبان مغيث، وهو النذير العريان، طرار طيّار، يأرز بأذنيه لدرك الثار، غادر قد يلبس جلدَ النمر، فتجر أذنه عن ساعدته عند القتال، قاض قد يقيم الحدّ، ويفصل بين ذوي الجدال في الحال، شيخ له وعام أقعس، كأنه للموت تنكس ذو الخرطوم كفيل، وبقطع البلعوم، كفيل مرآة مصقولة، تظهر تماثل الأجل، مشكاة مشعرة بمحو ظلام الأمل، مفتاح أبواب الأجال، أقليد أقفال الآمال، قطعوا بأنه يائي، هو مصدر المثال، والعجب أن اسمه أجوف، ولا يقال له الأجوف واسم الآلة، وليس باسم الآلة، معتلّ العين، ونظره أدقّ، ذو الوجهين، لكنّه أصدق، خادة لعمودها ميل، قلمّا تنفرج منه بالطبع