ثم انصرف إلى تكفير علماء "ديوبند"، كالإمام محمد قاسم النانوتوي، والعلامة رشيد أحمد الكنكوهي، والشيخ خليل أحمد السهارنفوري، ومولانا أشرف علي التهانوي، ومَنْ والاهم، ونسب إليهم عقائد، هم منها برآؤ، ونصّ على كفرهم، وأخذ على ذلك توثيقات علماء الحرمين، الذين لا يعرفون الحقيقة، ونشرها في مجموعة، سمّاها "حسام الحرمين على منحر أهل الكفر والمين".
قال فيها:"مَنْ شكّ في كفرهم وعذابهم فقد كفر"، واشتغل بهذا الردّ والنقض والمحاربة والمعارضة، لا تأخذه في ذلك هوادة، ولا يعتريه وهن، حتى أصبح التكفير شغل الناس الشاغل، وكانتْ مضاربات ومحاكمات وفتن ومشاغبات.
وكان يعتقد بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعلم الغيبَ علما كليّا، فكان يعلم منذ بدء الخليقة إلى قيام الساعة، بل إلى الدخول في الجنّة والنار، جميع الكليّات والجزئيّات، لا تشذّ عن علمه شاذّة، ولا تخرج من إحاطته ذرّة، وكان يعبر عنه بقوله:"علم ما كان وما يكون"، وقد صنّف في هذا الموضوع عدّة رسائل، منها: رسالة سمّاها "إنباء المصطفى"، ورسالة أخرى باسم "خالص الاعتقاد"، وله رسالة في هذا المعنى بالعربية، سمّاها "الدولة المكية"، وعلّق عليها حاشية، زادتْ عليها أضعافا مضاعفة، وسمّاها "الفيوض الملكية"، وكان ينتصر للرسوم البدع الشائعة، وقد ألّف فيها رسائل مستقلّة، وألّف رسالة في الاستمداد والاستعانة بأولياء الله وأهل القبور، وكان مع ذلك يرى حرمة سجدة التحيّة، وألّف فيها رسالة، سمّاها "الزبدة الزكيّة لتحريم سجود التحيّة"، وهي رسالة جامعة، تدلّ على غزارة علمه وقوّة استدلاله، وكذلك كان ينتصر للأعياد التي تقوم على القبور، ويسمّيها أهل "الهند""الأعراس"، ومع ذلك يحرّم الغناء بالمزامير، ويحرّم صنع الضرائح