ذكره العماد الكاتب، في "الخريدة"(١)، وأطال ترجمتَه، وساقَ كثيرًا من أشعاره، فقال: كان من فحول العلماء، وقُرُوْم الفضلاء، بحرًا متموِّجًا، وفَجرا متبلِّجًا، وهُمَامًا فَاتِكًا، وحُسَامًا باتكًا، إذا جادل جَدَّلَ الأقران، وإذا ناظر بَذِّ النظراءَ والأعيانَ.
شاهدتُه بـ "أصبهان" في سني ثلاث، أو أربع، أو خمس وأربعين وخمسمائة، وجاورتُه، فوجدتُه بحسن المنظر والمخبر، ذا رُوَاء ورَوِيَّة، ولَمَعَان وألمعيَّة، فصيح العبارة، صبيح الشارة، مُتبحّرًا في العلوم، مالكًا عنان التصرّف في إنشاء المنثور والمنظوم.
وكان عارفًا بتفسير كتاب الله تعالى، ومدّة مقامه بـ "أصبهان" يعقد مجلس الوعظ بالجامع كلّ يوم أربعاء، ويتكلّم على التوحيد، باللفظ السديد، وملك من قبول القلوب، ما أدرك به كلّ مطلوب، وسمع بإفادة نسبه، وإشاعة أدبه؛ لإشادة حسبه.
أذكر، وقد اقترح على فضلاء "أصبهان"، أن ينظم كلّ واحد منهم قصيدة على روى الذال المعجمة، فكنت ممن نظم، ورأيتُ عنده مجلّدين من القصائد الذالية فيه على روي اسمه شاذ.