للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ووجدت مكتوبًا على ظهر كراسة، بخطه من شعره، هذين البيتين:

لو كنتُ ألف عامٍ في سَجْدَةٍ لِرَبِّي … شُكْرًا لِفَضْلِ يوم لم أَقْضِ بالتَّمامِ

العامُ ألفُ شهرٍ والشهرُ ألفُ يومٍ … واليومُ ألفُ حِينٍ والحِينُ ألفُ عامِ

وكتب إليه صديقي النجيب أبو المعالي محمد بن مسعود بن القسَّأم، هذه الفُتيا، على سبيل المفاكهة، بـ "أصبهان" (١):

يا إمامَ الناس هل من حَرَجٍ … لِحَبيبٍ في الْتِشَامِ لِحَبِيبْ

برَّحَ الشَّوْقُ به لكنَّه … عاشقٌ عَفُ النَّوى غيرُ مُريبْ

وتَفانى صبره في حُبِّه … لِغزالٍ فاتِنِ الطَّرفِ لَبِيْبْ

فتعاظى قُبْلَةً في غَفْلَةٍ … مِن عَذُولٍ واسْتِرَاقِ مِن رَقيبْ

يا إمام الناسِ بَيِّنْ هل له … في ثواب أو عقابٍ من نَصيبْ

فأجابه شمس الدين أحمد شاذ، عنها:

أيُها السائِلُ عن لَثْمِ الحبيبْ … أَرْعِنِي سَمْعَكَ وافْهَمْ لأُجِيْبْ

ما اقتضاهُ العشقُ فالْزَمْ فالذي … يقتضيهِ العشقُ فِعْلُ المِسْتَرِيبْ

ما على العاشِقِ في شرع الهوَى … من مَلامٍ في التِثامٍ لِحَبيبْ

أدرك الوَرْدَ فإن شئتَ اقْتَطِفْ … ما اقتَطَافُ الوردِ بالبِدْعِ الغَريب

خُذ من أحمد شاذَ فَتْوَى عالمٍ … إنه يُخْطي فيها أو يُصِيبْ

وله من قصيدة:

يا عاذِلي كُفَّ عِنَانَ التِّلَاحْ … ما أنا عن سُكْرِ هَواهُ بِصَاحْ

يقتلني سيفُ لِحاظِ الْمَهَا … ينْشُرُني رَشْفُ رُضابِ المِلَاحْ

يُنْطُقُنِي خُرْسُ خَلاخِيلها … يُخرسني نُطْقُ حواشِي الوِشَاحْ

ومنها:

لا أُنْسَ إلا أُنْسُ عُهود الْحِمى … آلَفَنَا الأُنْسُ بها والمِزاحْ


(١) البيتان في: الجواهر المضية ١: ٣٦٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>