للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ومن جملة من أخذ الإجازة عنه بالحديث: الشيخ محمد بخيت مفتي "الديار المصرية"، ومحمد بن سالم طموم المنوفي، والعارف الشيخ جودة، والسيّد محمد بن عبد الرحيم الطنطاوي، والشيخ مصطفى بن يوسف الصعيدي، وغيرهم.

ثم عاد إلى "الآستانة"، وبقي بها يحدّث، ويؤلّف، ويرشد إلى أن توفي يوم الأحد ٧ ذي القعدة سنة ١٣١١ هـ، ودفن في مقبرة السلطان سليمان قبليّ باب ضريحه، رحمه الله تعالى، ونفعنا ببركاته.

جمع "راموز الأحاديث" السابق ذكرُه في حدود سنة ١٢٧٠ هـ، على طريقة "الجامع الصغير" للسيوطي، واستمرّ إقراءه وختمه كلّ سنة في خانقاهه على جماعة، لا يقلّ عددُها عن سبعين شخصا.

وكان شرطه رحمه الله أن يعطي "الراموز" مقابل رهن لكلّ طالب علم حذق العربية، ثم يعاد إليه رهنه عند ختمه الكتاب، بملازمة دراسة الكتاب وإصلاحه على شيخ الحديث بالخانقاه، في صبحي يومي الجمعة والثلاثاء من كلّ أسبوع من محرّم الحرام، إلى أول خميس من رجب من السنة، وهو يوم الإجازة بـ "الراموز" وبما حوى "ثبته" في كلّ سنة.

ويعطي شرحه الذي سماه "لوامع العقول" في خمس مجلّدات، لكلّ عالم يريد ملازمة دراسة الكتاب بالشرط السابق، وفي كل مجلس يقرأ نصف الحاضرين، يقوم كل منهم بعرض نصيبه من الجزء المخصّص للمجلس من الكتاب، فإذا أخطأ القارئ في كلمة يردّه الشيخ إلى الصَّواب، فيصلح الحاضرون الخطأ في نسختهم المطبوعة.

وكان رحمه الله يقول: "إني أهدي الكتاب، وأجعله تحت تصرّف المهدى إليه، لأني إذا وقفته، وجعلته بيد من حضر ختم الكتاب، فربما يتصرّف في الوقف تصرّفا غير مشروع، فيأثم، ولا أحبّ أن أكون سببا لإثم الآخرين".

<<  <  ج: ص:  >  >>