وهذا الرأي منه في غاية الوجاهة، وقد ختم الكتاب بهذه الطريقة نحو سبعين ختمة في خانقاهه، وكان أصحابه يقرئونه في الولايات بهذه الطريقة أيضًا، فحصل من ذلك نفع عظيم.
وله رحمه الله ثلاث مكتبات مرصدة لمطالعة الجماهير في "ريزه"، و"أوف"، و"بايبورد"، حبس لها ما يغلّ نحو خمسمائة دينار كلّ سنة.
وكان وقف مبلغا غير يسير من الدنانير، وجعله تحت إشراف بعض أصحابه في الخانقاه، لإقراض إخوانه في الطوارئ برهن، حفظا لهم من شرّ البنوك، وزاد إخوانه الأثرياء في المبلغ، حتى أصبح بحيث يسدّ حاجات كثيرين منهم، مهما توالت الطوارئ، وهذه طريقة بديعة في التعاون.
وكانت له مطبعة تطبع فيها كتب السنّة، وتوزع هدية على فقراء العلماء، وله أساليب في البرّ تدلّ على إخلاصه ويقظته في آن واحد.
وله مؤلّفات سوى "الراموز"، وشرحه نحو خمسين مؤلّفا، وكان رحمه الله من الموفّقين جدّا في نشر العلم، وإرشاد أهل العلم، وقد أدركت كثيرًا من أصحابه، ووالدي رحمه الله آخر أصحابه موتا هناك فيما أعلم.
وكان بمعيته في حجته الأولى شيخنا الأستاذ الكبير محمد الأشرف البغوسي المتوفى سنة ١٣٤١ هـ، عن (٨٤) سنة، وهو تلميذ السيّد محمد محي الدين الداغستاني، من الصدور العظام، تلميذ الأستاذ أحمد الكُمُلْجِنَوي (عمّ أحمد عاصم وكيل الدرس)، تلميذ محمد شاكر بن مصطفى البركوي، تلميذ الحسين بن الحسن الإيلغيني القونوي، تلميذ محمد صادق الأرْزِنْجَاني.
ومن كبار أصحاب الكمشخانويّ عبد الله الداغستاني، وإسماعيل القريمي، وزين الله القزاني، وحسن تحسين البازارجغي، وخليل الآمدي، وإسماعيل المرجاني، وحسن الأرزِنْجاني وأحمد البخاري، وأحمد الفِلَبَوي،