متعددة، له في كلٍ منها مشاركة جيّدة فهو مستحضر لآيات القرآن الكريم، ماهر في التفسير، وقد كان يغني طالبه في هذا الباب بحيث يتقنه في ستة أشهر، يكاد يستحضر كثيرا من تفسير العلامة الآلوسي، وهو واعظ، وشاعر، مؤثر، بارع للغاية في الوعظ والشعر المتعلّق به، قلّ نظيره في ذلك، وله معرفة حسنة بالحديث الشريف، واطلاع جيّد على رجاله، حتى ليخيّل لسامعه أنه يحفظ أحاديث "مشكاة المصابيح" برواتها، ومن أخرجها عنهم، ويسرد مقاطع من حفظه من "شرحه" للملا علي القاري، وقد غلب عليه علم الحديث الشريف، حتى لم يحب أن يعرف إلا به.
أسّس الشيخ في كراتشي جامعة إسلامية يتعلّم فيها طلاب العلم، الذين يبلغ عددُهم نحو أربعة آلاف متدرّجين من تعلم قراءة القرآن، وهى أولى مراحل الدراسة حسب النظام المعهود في تلك البلاد، حتى يصلوا إلى إكمال كتب الحديث رواية عن مشايخهم، كما أسّس مسجدا، ومعهما مجلس لوعظه، ويشرف على أعماله المذكورة ابنه.
وفق الله الشيخ لتأليف عدد من الكتب، كما جمعت مجموعة كبيرة من إرشاداته ومواعظه، وغالبها باللغة الأردية، ومن بينها رسالة عن أقسام الصبر بالعربية.
كان الشيخ قد بدأ الوعظ كما سبق في سنة ١٣٨٩ هـ، وكان يعظ الناس، ويعلّمهم ذاكرا الأدلة، مركزا على العمل، آمرا بالمعروف، ناهيا عن المنكر برفق.
وأما بعد مرضه الأخير فقد صار يحضر في مجالس الوعظ والتعليم، فيقرأ تلاميذه بعض كتبه السابقة، أو يقرّرون بحضرته ما يوفّقهم الله إليه من الوعظ والتعليم، وهو منصت يوجِّه، ويكمّل، ويرشد بكلمات يسيرة، تضيف على الحاضرين أثرا كبيرا، وغالبا ما يقرؤون شيئًا من أشعاره المؤثرة.