الملهم"، والمفتي عزيز الرحمن العثماني المفتي الأكبر بدار العلوم الديوبندية، وفخر العلماء حبيب الرحمن العثماني، والشيخ أصغر حسين الديوبندي، رحمهم الله تعالى.
وبعد أن تضلّع من العلوم العالية والآلية والنقلية والعقلية، وبعد أن سبح في البحار العلمية أزعجته لواعج الارتقاء إلى التدريس والإفادة، وإلى أداء الحقّ الواجب عليه، فامتطى صهوة الارتحال إلى المدرسة الأمينية بـ "دهلي"، فشرع في التدريس وإبراده هيام الناس، وبقي هناك سنة واحدة، ثم ارتحل إلى الجامعة الإسلامية دار العلوم بـ "ديوبند"، وعيّن مدرّسا فيها، فدرّس، وأفاد من ١٣٣٨ هـ إلى ١٣٤١ هـ تحت إشراف أساتذته، ومشايخه المذكورين سابقا، ثم ارتحل إلى "حيدرآباد" "دكن"، ودرّس هناك "صحيح البخاري"، وبالغ في مطالعة "فتح الباري"، وشرّح في هذا الزمان "مشكوة المصابيح" في خمسة مجلّدات ضخمة، وهو معروف بـ "التعليق الصبيح"، وسافر رحمه الله إلى "دمشق"، وطبع هناك الشرح المذكور، وبقي رحمه الله في "حيدرآباد" عشر سنين، وذلك من ١٣٤٧ هـ إلى ١٣٥٧ هـ.
ثم بلغته دعوة من جامعة "ديوبند الإسلامية، فلبّاها، وذلك في ١٣٥٨ هـ، ففوّض إليه تدريس التفسير والحديث، وبقي على ذلك إلى ١٣٦٨ هـ، درّس رحمه الله في جامعة ديوبند الإسلامية "تفسير ابن كثيم"، و"تفسير البيضاوي"، و"سنن أبي داود"، و"شرح معاني الآثار" مرّات وكرّات.
ثم ارتحل إلى "بهاولفور"، واختير شيخا للجامعة العبّاسية، ثم عيّن شيخا للتفسير والحديث في الجامعة الأشرفية، فبقي فيها يدرّس، ويحدّث،