للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وكأن أحبّ الشراب إليه الحلو البارد.

وقال لأبي الهيثم بن التَّيْهان: "كأنك علمت حُبَّنا للَّحْم". وكان لا يأكل متكئًا، ولا على خوان، لم يشبع من خبز برُ ثلاثًا تباعًا، حتى لقى الله عزَّ وجلَّ إيثارًا على نفسه، لا فقرًا ولا بخلًا، ويجيب الوليمة، ويجيب دعوة العبد والحر، ويقبل الهدايا ولو أنها جرعة لبن أو فخذ أرنب، وكان يحبّ الدبَّاء، والذراع من الشا، وقال: "كلوا الزيت، وادهنوا به، فأنه من شجرة مباركة"، وكان يأكل بأصابعه الثلاث، ويلعقهن، منديله باطن قدميه، وأكل خبز الشعير بالتمر، والبطيخ بالرطب، والقثاء بالرطب، والتمر بالزبد، وكان يحبّ الحلواء والعسل.

ويشرب قاعدًا، وربما شرب قائمًا، ويتنفَّس ثلاثًا مبينًا للإناء، ويبدأ بمَنْ عن يمينه إذا سقاه، وشرب لبنًا، وقال: "من أطعمه الله طعامًا، فليقل: اللهم بارك فيه، وأطعمنا خيرًا منه، ومن سقاه لبنًا فليقل: اللهم بارك لنا وزدنا منه".

وقال: "ليس شيء يُجزى مكان الطعام والشراب غير اللبن".

قال ابن حزم: وشرب النبيذ الحلو.

قال الصلاح الصفدي: تفسيره الماء الذي ينبذُ فيه التمرات اليسيرة ليحلو.

وكان يلبس الصوف، وينتعل المخصوف، ولا يتأّنق في ملبس، وأحبّ اللباس إليه الحِبرة من "اليمن"، فيها حمرة وبياض، وأحبّ الثياب إليه القميص، ويقول إذا لبس ثوبًا استجده: "اللهم لك الحمد كما ألبستنيه، أسألك خيره، وخير ما صنع، وأعوذ بك من شرّه، وشرّ ما صُنع"، وتعجبه الثياب الخضر، وربما لبس الإزار الواحد ليس عليه غيره، ويعقد طرفه بين كتفيه.

ويلبس يوم الجمعة برده الأحمر، ويعتم.

<<  <  ج: ص:  >  >>