وكان يحبّ الفأل، ويكره الطيرة، وإذا جاءه ما يحبّ قال:"الحمد لله رب العالمين"، وإذا جاءه ما يكره، قال:"الحمد لله على كل حال".
وإذا رفع الطعام من بين يديه قال:"الحمد لله الذي أطعمنا، وسقانا، وأوانا، وجعلنا مُسلمين".
وأكثر جلوسه مستقبل القبلة.
ويكثر الذكر، ويطيل الصلاة، ويقصر الخطبة.
ويستغفر في المجلس الواحد مائة مرة.
وكان يسمع لصدره وهو في الصلاة أزيز كأزيز المرجل من البكاء.
وكان يقوم حتى ترم قدماه.
وكان يصوم الاثنين، والخميس، وثلاثة أيام من كل شهر، وعاشوراء.
وقلما كان يفطر يوم الجمعة، وأكثر صيامه شعبان.
وفي "الصحيحين"، من رواية أنس رضى الله تعالى عنه: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول: لا يفطر، ويفطر حتى نقول: لا يصوم.
وكان عليه الصلاة والسلام تنام عيناه، ولا ينام قلبه، انتظارًا للوحي.
وإذا نام نفخ، ولا يغط.
وإذا رأى في منامه ما يكره قال:"هو الله لا شريك له".
وإذا أخذ مضجعه قال:"ربِ قني عذابك يوم تبعث عبادك".
وإذا استيقظَ قال:"الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور".
وكان لا يأكل الصدقة، ويأكل الهدية، ويكافئ عليها، ولا يتأنق في مأكل، ويعصب على بطنه الحجر من الجوع، وأتاه الله مفاتيح خزائن الأرض، فلم يقبلها، واختارَ الآخرة، وأكل الخبز بالخل، وقال:"نعم الإدام الخل"، وأكل لحم الدجاج، ولحم الحُبارى، وكان يأكل ما وجد، ولا يردّ ما حضر، ولا يتكلّف ما لم يحضر، ولا يتورّع عن مطعم حلال؛ إن وجد تمرًا دون خبز أكله، وإن وجد حُلوًا أو عسلًا أكله.