للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وعَلَيَّ جمع الحطبِ".

فقالوا: يا رسول الله، نحن نكفيك.

فقال: "قد علمت أنكم تكفونني، ولكن أكره أن أتميز عليكم؛ فإن الله يكره من عبده أن يراه مُتميزًا بين أصحابه، وقام، فجمع الحطب.

وكان في سفر، فنزل إلى الصلاة، ثم كرَّ راجعًا.

فقيل: يا رسول الله، أين تريد؟ فقال: "أعقل ناقتي".

فقالوا: نحن نعقلها.

قال: "لا يستعن أحدكم بالناس، ولو في قضمة من سواك".

وكان لا يجلس ولا يقوم إلا على ذكر، وإذا انتهى إلى القوم جلس حيث انتهى به المجلس، ويأمر بذلك، ويعطى كل أحد من جلسائه نصيبه، لا يحسب جليسه أن أحدًا أكرم عليه منه، وإذا جلس إليه أحدهم لم يقم صلى الله عليه وسلم حتى يقوم الذي جلس إليه، إلا أن يستعجله أمر، فيستأذنه، ولا يقابل أحدًا بما يكره، ولا يجزي السيئة بمثلها، بل يعفو، ويصفح.

وكان يعود المرضى، ويحبّ المسكين، ويجالسُهم، ويشهدُ جنائزهم، ولا يحقرُ فقيرًا لفقره، ولا يهابُ ملكًا لملكه.

يُعظم النعمة وإن قلت، ولا يذمّ منها شيئًا، ما عاب طعامًا قط؛ إن اشتهاه أكله، وإلا تركه.

وكان يحفظ جارَه، ويكرم ضيفَه.

وكان أكثر الناس تبسّمًا، وأحسنهم بشرًا، ولا يمضى له وقت في غير عمل لله، أو في ما لا بد منه، وما خيّر بين أمرين، إلا اختار أيسرهما، إلا أن يكون فيه قطيعة رحم، فيكون أبعد الناس منه.

يخصف نعله، ويرقع ثوبه، ويركب الفرس والبغل والحمار، ويردف خلفه عبده، أو غيره، ويمسح وجه فرسه بطرف كمّه، أو بطرف ردائه.

<<  <  ج: ص:  >  >>