وقام المؤتمر المذكور عن إنشاء قسم خاصّ بجامعة "ديوبند" باسم "قسم صيانة ختم النبوة" لمكافحة القاديانية بشكل مستمرّ ومستقلّ. وخَرّج القسم كثيرًا من المؤهّلين للعمل في هذا المجال عن ثقة وقوّة. كما نَظَّم ولا يزال ينظِّم حفلات وتجمّعات لتوعية المسلمين البسطاء الغافلين عن خطر القاديانية، كما يقوم العاملون في القسم بجولات وزيارات للمناطق، التي تكثر فيها الدعوات المسمومة إلى القاديانيّة.
لقد قام الشيخ أسعد مدني رحمه الله بتأدية دور مشكور في النهوض بجامعة دار العلوم "ديوبند"، بعد ما آل أمرُها إلى إدارة جديدة، كان فيها ساعده الأيمن أستاذ الأدب العربي وحيد الزمان القاسمي الكيرانوي - رحمه الله - المتوفى ١٤١٥ هـ الرئيس المساعد السابق لجامعة ديوبند، وشهدت الجامعة على عهد الإدارة الجديدة - التي كان الشيخ المدني مشرفا عليها، وكان الشيخ وحيد الزمان طوال سنوات رائدا أساسيًّا لها - تطوّرات مرموقة بشطريها الإداري والتعليمي، وتقدّما في شطرها البنائيّ والعمراني أيضًا؛ حيث تمّ إنشاء عدد من المباني الكبيرة والصغيرة بما فيها المسجد الجامع الكبير، التي تعتبر واجهة تقدميّة بارزة للجامعة، وتنطق بالنهضة الواقعية التي حدثتْ في الجامعة، والتي لا تزال مظاهرها في تقدّم إلى الأمام.
امتاز الشيخ أسعد المدني رحمه الله بين معاصريه من العلماء والقادة والدعاة بالجمع بين التحرّكات السياسيّة وبين الصلاح والتدين؛ وبين الحضور المكثف في الجماهير المسلمة والارتباط معهم، وبين الانقطاع إلى التلاوة والعبادة؛ وبين الاجتماع بالساسة والقادة، وبين التواصل الرابح مع المشايخ والعلماء والدعاة والمفكّرين الإسلاميين؛ وبين حياته كعالم عامل، وبين حياته كناشط في الخدمة الاجتماعية والوطنيّة. وهذا عمل صعب للغاية إلَّا على من يحالفه التوفيق، ويُوْلَد مجبولًا على التوفيق بين الاهتمامات الصعبة.