للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ووُضِعَ جثمانه في قبره بالمقبرة القاسميّة الجامعيّة بجوار والده العظيم الشيخ العالم العامل المجاهد السيّد حسين أحمد المدني، المعروف بـ "شيخ الإسلام" رحمه الله، المتوفى ١٣٧٧ هـ. وقد أُغْلِقت جميع المعاهد التعليمية والمحلات والدكاكين التجارية في "ديوبند" ذاك اليوم حزنًا على وفاته، ومشاركة في الصلاة عليه ودفنه. وقد حضر الصلاة عليه نحو مائة ألف من المشايخ والعلماء والدعاة والزعماء والقادة والوجهاء والجماهير المحتشدة من داخل "ديوبند" وخارجها من المناطق المجاورة.

استمرّ توافد الزعماء الحكوميين والسياسيين إلى جانب العلماء والدعاة والمشايخ وعامّة الشعب المسلم من المناطق المجاورة ومن أرجاء "الهند" إلى "ديوبند" لمدّة أكثر من أسبوع لمشاركة أهله الحزن والألم وتقديم التعازي إليهم، وظلّ الحزن يخيّم على "ديوبند"، وعلى المناطق المجاورة خصوصًا، وعلى "الهند" عمومًا لنحو أسبوع. جزاه الله خيرًا وأجزل مثوبته، وأسكنه فسيح جنّاته.

كان الشيخ السيّد أسعد المدني رحمه الله عالما، وداعية، ومصلحًا ممتازًا، وإلى جانب ذلك كان قائدًا محنكا، ثابت القدم، مدافعًا قويًّا عن المساواة في الحقوق والواجبات الوطنية بين الأقلية والأكثرية، أي بين جميع الطوائف في "الهند" الواسعة. كان رحمه الله تعالى يتمتّع من بين القادة المسلمين المعاصرين لدى الحكّام والزعماء الهندوس الممسّكين بزمام الحكم في البلاد، بنفوذ لم يكن نصيب أيّ من القادة المسلمين اليوم. فكان له ثقل كبير، وكانتْ كلمته مسموعة، وكان نداؤه محفيًّا به لدى الحكّام وقادة البلاد؛ فكان لذلك خير سند للمسلمين في هذه الأيام العصيبة، التي ملأ الطائفيون من الهندوس البلادَ كلّها، كراهية ضدّ الشعب المسلم، والتي خسرتْ فيها الأمة المسلمة

<<  <  ج: ص:  >  >>