الهندية القادةَ، الذين كانوا من الطراز الأول ممن شهدوا حرب تحرير "الهند"، وساهموا فيها.
كان الشيخ المدني رحمه الله ناطقًا مؤهلا باسم الشعب المسلم لدى الزعماء الهندوس، ولكونه يكسب ودّ عدد وجيه من الزعماء العلمانيين من غير المسلمين، كان يكسب في كثير من المواقف نجاحًا، لم يكسبه غيره من القادة المسلمين المستندين إلى مجرّد الحماس والعاطفيّة فيما يتعلّق باستعادة الحقوق، وتحقيق المطالب، والمطالبة بالمساواة في الحقوق، ومكافحة الاضطرابات الطائفيّة، وإدانة المفجّرين لها، ومساعدة المتضرّرين منها، وما إلى ذلك.
ولذلك كان يقود رحمه الله تعالى - كلما تمسّ الحاجةُ - مسيرات احتجاجات، وحركات ذات العدد، التي لا تحصى في "دهلي" وفي غير "دهلي". وكان يضغط بذلك على الحكومة والزعماء المعنيين ضعطًا مثمرا، ويحقّق المطالب المنشودة للمسلمين.
وبوفاته رحمه الله شعر المسلمون حقًّا بخسارة لا تُعَوَّض، ولا سيّما فيما يتعلّق بالدفاع عن قضايا الشعب المسلم الهندي والمطالبة بحقوقهم، التي هُضِمَت أو أُعْطِيت منقوصة أو مخدوشة، وأيضًا فيما يتعلّق بالوقوف بقوَّة وضغط بالغين بجانب القضايا الإسلامية في كلّ مكان. فقد كان يتمتّع بحكمة عملية وتعقّل قياديّ ينقصان غيره من القادة المسلمين الهنود المعاصرين. ومن هنا لا يوجد بينهم من يشقّ غباره، أو يدانيه في القيادة الناجحة بالمجموع. على حين إنّه لم يكن مجرّدَ قائد سياسيّ، وإنما كان في الحقيقة عالما، داعية، مربّيا مصلحا، وشيخا، له عدد واسع من المريدين في أرجاء البلاد، وكان قوّاما، صوّاما، مواظبا على صلاة الليل، وكان يعتكف