للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أما في الحديث فدرّس "سنن أبي داود"، و"سنن النسائي"، و"شرح معاني الآثار" للطحاوي مرّات، وفي بعض السنين درس "صحيح مسلم" أيضًا، وكان له ذوق خاص بالأدب العربي، ولم يكن يتسامح في خطأ إعرابي.

ولما توفي الشيخ عبد اللطيف البرقاضوي، عيّن عميدًا للجامعة، ورئيس الاهتمام بها، ولم يزل يدرّس ويفيد، ويهتمّ بشؤون الجامعة إلى أن توفاه الله تعالى.

أقام في جامعة مظاهر العلوم أكثر من ستين سنة يدرّس، ويفيد، وتخلّلت في أثناء ذلك فترتان، أولهما أنه سافر إلى "بورما" سنة ١٣٤٨ هـ، وأقام هناك سنة كمدير للمدرسة الرانديرية في "رنكون"، وثانيهما أنه سافر إلى "بورما" أيضًا في ١٣٥٤ هـ، وفي هذا العام حجّ، وزار، وعاد إلى "رنكون"، وأقام هناك إلى ١٣٥٦ هـ، ثم عاد إلى جامعة مظاهر العلوم، وكان هذا السفر الأخير أيضًا لأجل شؤون المدرسة.

تتلمّذ عليه خلق كثير من كبار العلماء وأجلّة الفقهاء وعظام المحدّثين، كالشيخ المفتي محمود حسن الكنكوهي، والداعية الكبير الشيخ محمد يوسف الكاندهلوي، والشيخ المصلح أبرار الحق الهردوئي، والشيخ المفتي محمد عاشق إلهي البرني، والشيخ أكبر علي السهارنفوري، والشيخ الداعي إنعام الحسن الكاندهلوي، (رئيس الجماعة التبليغية)، والشيخ عبيد الله البلياوي؛ والشيخ افتخار الحسن الكاندهلوي، وغيرهم.

وكانت له مهارة تامة في الجدل والمناظرات، فناظر أكابر الهندوس والقاديانيين مرارا، فسكّتهم وبكّتهم، وسافر إلى مناطق "بنجاب" (١)،


(١) "بنجاب": لفظ مركّب من "بنج" بفتح الباء العجمية، وسكون النون والجيم، معناه الخمس، ومن "آب"، وهو الماء، والمراد به بلاد، تسقيها =

<<  <  ج: ص:  >  >>