للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حلاوة التوحيد والعسل، وأخرى في مرارة الحنظل، فمن قائل: إنها دست فيه، وقائل: إنه تعمّدها، انتهى.

قال صدّيق بن الحسن القنوجي في "أبجد العلوم" بعد ما نقل تلك العبارة: أقول ليس في كتابه الذي أشار إليه وهو المسمّي بـ "رد الاشراك" في العربية، وبـ "تقوية الإيمان" بالهندية، شيء مما يشان به عرضه العلي، ويهان به فضله الجلي، وإنما هذه المقالة الصادرة عن صاحب "اليانع الجني" مصدرها تلمّذه بالشيخ فضل حتى الخيرآبادي، فإنه أول مَنْ قام بضده، وتصدّى لردّه في رسائله التي ليستْ عليها أثارة من علم الكتاب والسنّة، انتهى.

وقال في "الحطّة بذكر الصحاح الستة" في ذكر الشيخ ولي الله بن عبد الرحيم الدهلوي: إن ابن ابنه المولي محمد إسماعيل الشهيد اقتفى أثر جدّه في قوله وفعله جميعا، وتمّم ما ابتدأ جدّه وأدّى ما كان عليه، وبقي ما كان له، والله تعالى مجازيه على صوالح الأعمال، وقواطع الأقوال، وصحاح الأحوال، ولم يكن ليخترع طريقا جديدا في الإسلام، كما يزعم الجهّال، وقد قال الله تعالى: {مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ}، وطريقه هذا كلّه مذهب حنفي وشرعة حقة، مضى عليها السلف والخلف الصلحاء من العجم والعرب العرباء، ولم يختلفْ فيه إثنان ممن قلبه مطمئنّ بالإيمان، كما لا يخفي على من مارس كتب الدين، وصحب أهل الإيقان، كيف وقد ثبت في محلّه أن الرجل العامل بظواهر الكتاب، وأصحاب السنّة أو يقول إمام آخر غير إمامه الذي لا يقلّده لا يخرج عن كونه متمذهبا بمذهب إمامه، كما يعتقده

<<  <  ج: ص:  >  >>