للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(٣) كان لا يشفع لأحد إلا بحقّ، ولو علم أو ظنّ أن ذلك يثقل على جانب المشفوع إليه لم يفعله أبدا، وكان يقول: إن الناس عامة يراعون في أمر الشفاعة جانب المشفوع له، ولا يراعون جانب المشفوع إليه، مع أن إعانة رجل أمر مستحبّ، والاحتراز عن الإيذاء واجب، فكيف يجوز ترك واجب لحصول مستحبّ؟ (١).

(٤) كان لا يلحّ على ضيف من الضيوف بالإكثار من إقامته عنده بغير رضاء، سواء كان الضيف من أحبّ الناس إليه، وإقامته من أحبّ ما يهواه، وكذلك لم يكن يجبر الضيف على الإكثار من الطعام بخلاف رغبته، لئلا يثقل عليه ذلك.

(٥) كلّما كتب إلى أحد رسالة، وفيها استفسار من المكتوب إليه، وضع فيه لفافة معنونة مع طوابع البريد للجواب، سواء كان المكتوب إليه من تلامذته أو صغار أقرباءه.

وهكذا كان يراعي رحمه الله دقائق الأمور في آداب المعاشرة، وله فيها تأليف مستقلّ، وكانت حياته وحياة مسترشديه ونظامه في "الخانقاه الإمدادي" تفسيرا عمليا لهذه الآداب الإسلامية، حتى كان الناس يعرفون أصحابه برعاية هذه الدقائق في الأخلاق والمعاملات والمعاشرة.

وهكذا عاش رحمه الله تعالى ثماني وأربعين سنة في "الخانقاه الإمدادي" يفيد الناس بعلمه ومواعظه وتصانيفه وتربيته، إلى أن توفّاه الله تعالى في شهر صفر سنة ١٣٦٢ هـ من الهجرة النبوية، تغمّده الله تعالى بمغفرته ورضوانه، وأسكنه أوساط جنانه (٢).


(١) انظر: سيرة أشرف ص ٢٨٠.
(٢) راجع: إعلاء السنن ١: ٩ - ٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>