من الأم محمد إعزاز علي، وأبي هو محمد مزاج علي بن حسن علي بن خير الله، من سكناء "أمروهه"(١) من مضافات "مراد آباد" في محلّة منها، تسمى بـ "شاهي جبوتره"، ومولد أمهاتي وأخوالي في "بريلي"، ومضى أكثر عمري في "شاهجهان بور"، فلذا اختلفت في بيان وطني الأصلي، فانتسبتُ في عنفوان أمري إلى "شاهجهان بور"، ثم قلتُ: إني من أهل "بريلي"، ثم جرّني حبّ وطن آبائي إلى أن أضمّ إلى أهل "أمروهه"، وهذه كلّها من بلاد "الهند"، فجئتُ مع أبي وكنتُ رضيعا إلى "شاهجهان بور"، ففطمتُ، وكان أخي الأكبر حفظ القرآن، ثم نسيه، فأقامتني والدتي مقامَه في حفظه، فيسّره الله لي على يد الحافظ شرف الدين خان رحمه الله، وكان شيخا متهجّدا، يحبّ الغناء والسماع مع المزامير والمعازف، وربما اجتمعتُ معه في مثل هذه الاجتماعات، فشاهدتُ من حالهم ما كرهتُ به ما يفعلون من غير دليل شرعي، فوفّقني الله للفراغ عنه، ولم أبلغْ مبلغَ الرجال.
ثم سافر أبي وأنا معه إلى كورة "تلهر"، فشرعتُ في "ميزان الصرف"، وبعض الكتب الفارسيّة عند المولى مقصود علي خان (مدّ ظلّه) الشاهجهان بوري، وما حرضني عليه إلا قول الأستاذ الحافظ: إن كلام الله لا يتمّ نفعُه من غير أن يفهم معناه، وكان المولى الممدوح رجلا شفيقا للطلبة، ويحبّهم، ولا كمحبة الأم ولدها، ويؤدّبهم، ويضربهم، وحتى أن أقارب بعض الطلبة لم يرضوا بهذا الضرب، وجادلوه، ولكنه كان أعرفهم لهذا المصراع، ع: جورأستاد به ز مهر بدر.
(١) أمروهه: بفتح الهمزة وإسكان الميم، وضمّ الراء المهملة، وإسكان الواو، بعدها هاء، بلدة عامرة حسنة، بينها وبين "دهلي" مسيرة ثلاثة أيام.