الأوفى، وبعد! فيقول العبد الملتمس رضوانَ الله عبد العزيز بن الشيخ العارف الكامل المحدّث الحافظ والمحقّق الحاذق سند الوقت الشيخ ولي الله بن العارف الكامل الشيخ عبد الرحيم الفاروقي الدهلوي: إن أخانا في الدين، ومخلصا من بين الطالبين، الشيخ إلهي بخش بن الشيخ الطبيب شيخ الإسلام بن المولوي قطب الدين الصدّيقي الكاندهلوي لما تلمّذ عندي بدراسة صغار الكتب إلى كبارها، ومبادي نسخ التحصيل إلي أواخرها، ولاحَ فيه آثارُ جودة الفهم والحفظ، وضبط الأصول والفروع، واستحضار المنقول والمعقول، فاشتغل عندنا بعلم الحديث، وقرأ عليّ "مشكاة المصابيح"، و "الجامع الصحيح" للبخاري، وسمع "الجامع" للترمذي، وبعض "الصحيح" لمسلم بقراءة الأخ الأعزّ العالم الورع الشيخ محمد رفيع، وسمع "المصابيح" بقراءة الأخ الأرشد العالم الصالح الشيخ عبد القادر، وقرأ عليه "سنن أبي داود"، فعرف معاني المتون، ودقائقها، واصطلاحات الحديث، وأحوال أسانيده، حتى تيسّر له ملكة التقاة المطالب من الشروح والحواشي، بحيث يعتمد على فهمه، ويقبل ما صدر من رأيه، وصار بحمد الله فاضلا جيّدا، وعالما بارعا، ذا تقوى وصلاح، وخشية من الله ومحبته، والاستقامة في شريعته، وأهلا لأن يعتمد على فتاويه وأجوبته، مع فضائل آخر، وهبه الله تعالى من حسن الأخلاق، وطيب الشميم، وطلب مني إجازة رواية الكتب المشهورة من فنّ الحديث، فأجزتُ له بتدريس تلك الكتب إجازة صحيحة مباركة، لنشر العلوم، وإقامة السنة، وإحيائها، بالشروط المعروفة عند أهل الحديث إلى آخره. (ثم ذكر الشيخ أسانيده المعروفة). انتهى.