للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وإلى جانب هذا كان يقارن شروط المحدّثين بقبول الحديث، ولا يترك الشبهات، التي أثارها المستشرقون حول السنة الشريفة وتدوينها، إلا وقد قام بالردّ العلمي عليها.

وكلّ ذلك كان يساعده فيه تدريس كتب العلوم المختلفة، ولذا فإن استحضار جميع العلوم اللازمة في تدريس الحديث الشريف، كانت تظهره بأنه أديب، وفقيه، ومحدّث، ومفسّر في آن واحد، كما كان مرشدا روحانيا، يهتمّ بالتدريب العملي، من خلال تدريس العلم، وهذه كلّها جعلتْ بينه وبين طلابه صلاة روحية قوية، فلا يفارقُه أحد قطّ خلال الدراسة، حتى لو أصابه الجوع فترة طويلة.

ونظرا لاطلاعه الواسع في العلوم الدينية كان يقول: إنه كما يلزم تفسير القرآن بالقرآن في أول الأمر، كذلك فإنه يلزم شرح الحديث بالحديث قدر الإمكان، ولهذا فقد أدخل في منهجه الدراسي للحديث الشريف كتبا أخرى من السنّة الشريفة، التي لم تدرّس في المدارس الأخرى بعد. ولم يترك الشيخ أسلوبه في تدريس الحديث، حتى يفهم الطالب الدرس بنفسه.

وفي هذا يقول الشيخ محمد يوسف الكاندهلوي: إننا لما بدأنا كتاب "مشكاة المصابيح" على يد الشيخ محمد إلياس الدهلوي رحمه الله، كان عليّ أن أتابع سير وأحوال الصحابة وحياتهم، أما الزملاء الآخرون، فكان عليهم دراسة وإيضاح مسائل الأحكام، واختلاف المذاهب الفقهية الخاصّة بالأحاديث الشريفة، فحينما كان الطالب يقرأ نصّ الكتاب، فإذا بالشيخ يستوضحه عما كان مسئولا عنه من قبل.

<<  <  ج: ص:  >  >>