للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وهذا الأسلوب لم يجعل الطالب قادرا على فهم الكتاب فحسب، بل كان يجعله قادرا على التحقيق والتأليف والشرح، وفضلا عمّا كان يملأ قلبه من حبّ لعلوم التفسير والحديث، وكلّ ذلك كان يجعل الطالب شغوفا بتلك العلوم الجليلة، وراعيا لها.

وكلّ تلك المحاسن قد ظهرتْ على تلاميذ الشيخ، الدارسين لعلوم الحديث وغيرها، مثل الشيخ محمد يوسف الكاندهلوي، الذي قرأ "مشكاة المصابيح" على يد الشيخ محمد إلياس، ثم بدأ خلال نفس الفترة بمشروع التحقيق في رواته من الصحابة والتابعين، ثم ألّف كتابا ضخما في ثلاثة مجلّدات عن حياة الصحابة، رضى الله عنهم أجمعين.

ولما كانت تلك هي البداية الطيبة المفيدة في دراسة الشيخ محمد يوسف العلمية، فقد بلغ بها قمة درجات المعرفة لعلوم الحديث، وعند ما بدأ في قراءة الصحاح الستة و"مستدرك الحاكم"، و"شرح معاني الآثار" للطحاوي على يد الشيخ محمد إلياس، أمره أبوه، وأستاذه، أن يقوم بتأليف شرح لكتاب "شرح معاني الآثار" باللغة العربية، فبدأ تأليفه وأسماه "أماني الأحبار"، وأنجز منه ثلاثة مجلّدات كبار.

وإن دلّ على شيء فإنما يدلّ على أن منهج الشيخ محمد إلياس وأسلوبه في تدريس الحديث الشريف لم يكن فريدا في طريقته فحسب، بل كان أفضل وأمثل منهج لعلماء عصره.

وقد تجلّت تلك الحقيقة واضحة في تلاميذه الآخرين، الذين وهبوا أنفسَهم لخدمة الدين والعلوم النبوية، وقاموا بالتدريس والتأليف، ونشر الدعوة على أحسن وجه بالقول والعمل، حتى اشتهروا في العالم الإسلامي، ومنهم

<<  <  ج: ص:  >  >>