رابعا: التخلّق بأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم في السلوك والمعاملة مع عباد الله، وخاصّة في إكرام المسلم، وخلاصته هو خدمة عباد الله قدر الإمكان، والعمل على توفير أسباب الراحة للغير، والنهي عن اغتصاب حقوق الناس، حتى لا يصيب شخص الضرر من غيره.
خامسا: الإخلاص وتصحيح النية، التي يجب أن يعتاد عليها الإنسان، حتى تكون أعماله في سبيل رضا الله، ونيل الأجر في الآخرة.
سادسا: التبليغ: والمراد به أن يجتهد الفرد في إرساء وترسيخ هذه المبادئ الخمسة في باطنه، ويتدرّب عليها عمليا، ثم يخرج في سبيل الله، قدر ما أمكنه في أوقات الفراغ، سواء أكان قريبا أو بعيدا، راجلا أو راكبا، كما يقوم ترغيب الآخرين، وتذكيرهم، داعيا إياهم إلى هذا العمل، حتى تصير تلك الحركة مراكز متجوّلة للتربية والتبليغ، وبهذا يعتاد الإنسان على تحمّل الشدائد في سبيل الدين، ولو بإنفاق ماله عن رغبته، وبذا ترسخ الأسس الدينية في باطن الإنسان.
وعن هذا يقول الشيخ صدر الدين عامر الأنصاري: حين اطمأن الشيخ محمد إلياس إلى فكره، حدد مرسوما للعمل، وقام بإذن الله داعيا الأمة إلى تنفيذه، حيث حالفه النجاح، وهذه المبادئ الستة كلّها كما ترون أركانا أساسية للدين، كما أنها ليست من الأمور الكمالية، بل إن المبدأين الأولين، أي الكلمة والصلاة، هما من الأركان الأساسية للدين، أما المبادئ الباقية فهي إما من الشروط اللازمة كالإخلاص، أو من أهمّ الواجبات الأدبية، والفضائل الخلقية كإكرام المسلم. والقصد هو أن الاهتمام بالركنين المذكورين، بمساعدة المبادئ الخمسة الأخرى، من أسهل وأنفع الطرق إلى إدراك الدين، والتمسّك بجميع أركانه وفضائله. وإن التجارب لتشهد أن الأفراد المشتغلين بالدعوة،