للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يقول الشيخ محمد عيسى تلميذ الإمام محمد إلياس الدهلوي: لقد بدأ الإمام في بداية الأمر عمله بمبدأين أساسيين، هما: كلمة التوحيد والصلاة، أي الدعوة إلى الكلمة الطيبة، والصلاة، والاعتقاد فيهما، وطريقة أداء الصلاة وأهمّيتها في حياة المسلم، وأحكامها ومسائلها ومعانيها وروحها، وكلّ ما يلزمها.

وكان الشيخ يأمر الناس بالخروج من أجل هذين المبدأين الأساسين.

يقول الشيخ محمد عيسى: قد تأكّد الشيخ أن مجد الأم الإسلامية لن يعود، حتى يذهب اليأس والخوف، وتعود الطمأنينة والأمل إلى قلوبهم، ولن يحدث هذا التغيير بغير الإيمان الكامل، بحيث يحدث انقلابا عظيما ضدّ هذه الأعمال السيئة، التي تظلم مستقبلهم، وتشين حياتهم، فلا بدّ أن تتحوّل هذه السيئات إلى حسنات، ولا يمكن هذا إلا بالاهتمام بالصّلاة في حركاتها وسكناتها، حتى يبتعد المسلم عن الفحشاء والمنكر.

وعلى الإنسان أن يبذل جهدا كبيرا، حتى لا تكون هذه الصلاة صورة فحسب، بل تصل إلى يقين كامل حسبما جاء بها النبي، صلى الله عليه وسلّم.

وحينما بدأ الناس يخرجون معه أفواجا أضاف لهما مبدأين: العلم، والذكر، وإكرام العلماء، لأنه رحمه الله قد رأى أن التباعد بين الشعب والعلماء قد وصل إلى حدّ كبير، لدرجة أن الناس قد بدأوا يكرهونهم، بل ويسبّونهم. وكان ذلك لأسباب عديدة، منها: جهود الهندوس والاستعمار، وخونة بعض المسلمين لاقصاء عامة الناس عن أصحاب الدوائر العلمية الدينية (١).

* * *


(١) جماعة التبليغ: ٢٢٤ - ٢٣٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>