للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وبعد بيان أركان الإسلام وأهمّيتها يذكر الشيخ سبب اختيار بعضها في منهجه العملي كجزء أول، من الشطر الأول، من الخطة المرسومة التي رسمها للدعوة والإصلاح حيث قال: إن الحجّ والزكاة للقادرين فقط، أما الصوم فإنه فرض على كلّ غني وفقير، ويأتي مرّة واحدة، في العام لشهر واحد، أما الباقي أي الإيمان بالقلب، وإعلانه بإقرار التوحيد، والرسالة، وأداء فريضة الصلاة، فلا بدّ منهما لترقية المشاعر ونموها بحبّ الله الواحد القهّار وعظمته، وهي غذاء الحياة الروحيّة، وبقاؤها، حيث تحتاج إليهما الروح، كما تحتاج الحياة المادية إلى الغذاء والماء والهواء.

أما باقي الأعمال فيه تحبب في الإيمان وروحانيته ومقاماته، التي تساعد على نمو تلك المحبة والعظمة، التي يجب تبيان فضائلها، حتى يرغب الإنسان إليها نفسه، ومن أفضل وأهمّ تلك الأمور كثرة ذكر الله، وتلاوة القرآن، وتحصيل العلم، وبيان قيمة بذل الجهود في سبيل الله. فتتجلّى تلك الحقائق الثابتة، والمطالب الهامة، والأعمال الصالحة وفضائلها وبركاتها وأجرها وجزاؤها، كما حدّدها كتاب الله وسنة رسوله، صلى الله عليه وسلم.

ويؤكّد الشيخ في أثناء كلماته: لقد عرفنا أن الطريق الوحيد للوصول إلى محبة الإيمان، وإدراك عظمته، هو علاقة القلب بالله عن طريق تلك الأعمال، حيث تأكد لنا أن هذه الأعمال ليست مقصودة بالذات، بل هي وسيلة للوصول إلى المطلوب الحقيقيي، والمقصود الأصلي، وليس في الإمكان أن يصل المؤمن إلى الهدف الحقيقي بدون هذه الوسائل، لهذا محال، وقد وجب العمل بتلك الوسائل الأساسية، والالتزام بها، بعناية بالغة، للوصول إلى الغاية المنشودة.

<<  <  ج: ص:  >  >>