إن المجال لا يتّسع لهذا السوال وأمثاله، خاصّة بعد أن أدرك الباحث قيمة هذا المنهج وأهمّيته في الترغيب، وكونه من أهمّ أسس ومبادئ الإسلام، سابقا العبادات الأخرى.
ثانيا: كلّ تلك المبادئ ما هي إلا طريق مؤدّية إلى باقي أركان الإسلام، فإن فقد الإيمان والصلاة، وحرم الإنسان من العلم والذكر، وابتدع عن الأخلاق القويمة، بما فيها إكرام المسلم والإنسانية، وافتقد الإخلاص في أعماله، بعدم اجتنابه أهواء النفس وشهواتها، فلا تفيده العبادات الأخرى، ولا ينفعه الحجّ والزكاة.
ثالثا: ليس هنا مجال لأيّ قول، خاصّة بعد ما قال الإمام محمد إلياس بأن تلك المبادئ ليست إلا ألف وباء وتاء، وهي الأساس، والبداية المحضة للوصول إلى الغاية، وهي الإيمان الكامل، والتمسّك بكلّ ما جاء به النبي عليه الصلاة والسّلام، ثم نشره بين المسلمين، بكلّ ما أعطاه الله من قوّة، حتى تصير حياة المسلم سبب هداية الآخرين، ومع هذا فلم يترك الإمام الأمر إلا بعد أن وضح سببُ اختيار هذه المبادئ الأساسية، كما شرح أصحابه، وزملاؤه، وتلاميذه.
وعن سبب اختيار الشيخ لتلك المبادئ المعروفة له، يقول: إنه لما تأكّد لديه أن مقصد الحياة هو عبادة الله، وأن العبادة قوامها الحسن والعظمة. فمدار حياة الحقيقة، بل حياة الضلال والحرمان. وهذه المحبّة والعظمة تزدادان، وتنموان بالأعمال الشريفة المطهّرة التي أساسها الأركان الخمسة للإسلام، وهي: الإيمان، والإقرار بالتوحيد والرسالة، وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلا.