للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

طلابُ المعرفة واليقين من بلاد بعيدة، وبارك الله في تربيته وطريقته، فانتشرتْ أنوارهما في الآفاق، وجدّد به الطريقة الجشتية الصابرية، وانتمى إليها، ودخل في سلكها كبار العلماء والفضلاء)، ونفع الله به خلائق لا يحصون، أجلّهم: الشيخ قاسم، والشيخ رشيد أحمد، ومولانا يعقوب، والمولوي أحمد حسن، والمولوي محمد حسين، والمولوي أشرف علي، وكلّهم صاروا شيوخا، وانتفع بهم خلق كثير.

(وكان الشيخ إمداد الله مربوع القامة، يميل إلى الطول، نحيف الجسم، أسمر اللون، كبير الهامة، واسع الجبين، أزج الحاجبين، واسع العينين، حلوّ المنطق، ودودا، بشوشا، قليل المنام، مقلا من الطعام، قد أضناه الحبّ الإلهي، وأنحفته المجاهدات والرياضات، رحب الأناة، واسع القلب، جامعا للأشتات، يلتقي على حبّه، والاستفادة منه المختلفون في الأذواق والمشارب، متسامحا مع الناس، متوسّعا في المسائل الجزدية والمذاهب الخلافية، لا يتعصّب فيها، ولا يتشدّد، مولعا بـ "المثنوي المعنوي"، دائم الاشتغال به تأمّلا وتدريسا وتذوّقا وتلقينا، ينصح أصحابه بقراءته، والتأمّل فيه.

له مصنّفات لطيفة، كلّها في الحبّ الإلهى والمعرفة والتصوّف، منها: "ضياء القلوب" بالفارسية، و"إرشاد مرشد"، و"كلزار معرفة"، و "تحفة العشّاق"، و "جهاد أكبر"، و "غذاء روح"، و "درد نامة غنماك"، كلّها في أردو، وأكثرها في الشعر.

توفي يوم الأربعاء ثاني عشر جمادى الآخرة سنة سبع عشرة وثلاثمائة وألف بـ "مكة المباركة"، فدفن بـ "المعلاة" عند الشيخ رحمة الله الكيرانوي.

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>