والمباني، وبشرط استقامة العقائد والأعمال على طريقة الصحابة والتابعين، وحسب التأدّب بحضرة العلماء المحدّثين والمجتهدين، وأوصيه بتقوى الله تعالى، والاعتصام بسنة سيّد المرسلين، وبالاجتناب عن البدع المخترعة في الدين، والتبعّد عن صحبة المبتدعين، وبالاشتغال بإشاعة العلوم السنيّة الدينية، والاحتراز عن التدنّس برذائل الفلسفة وحطام الدنيا الدنية، وأسال الله لي وله أن يوفّقنا لما يحبّ ويرضى، وأن يجعل آخرتنا خيرا من الأولى. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
والصلاة والسّلام على سيّدنا ومولانا محمد نبيه الكريم، وآله وصحبه وأتباعه، ناصري طريقه القويم فقط. حرّرته تاسع ذي الحجّة من الشهر المنتظم في سنة ألف وثلاثمائة وتسع عشر من الهجرة على صاحبها ألوف الصلوات والتسليمات والتحية.
إنما نقلتُ الإجازتين بلفظهما، لينجلي في هذه المرأة ما يترقرق في خلال سطورها من مسلك مشايخنا الديوبنديين، من عدم الإفراط والتفريط، في الأمر، والحرص على اتباع السنة، والنفرة عن البدع المحدَثَة في الدين، وما عدا ذلك ما لا يخفى، إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب، أو ألقى السمع، وهو شهيد.
الإسناد الثاني: يروي رحمه الله تعالى عن شيخه المحدّث محمد إسحاق الكشميري، المتوفى في حدود سنة ١٣٢٠ هـ في المدينة المنوّرة، عن الشيخ السيّد نعمان، عن والده الشيخ السيّد محمود الآلوسي، مفتي "بغداد" وعالمها صاحب "روح المعاني"، وأسانيده مذكورة في "ثبته"، ولم يطبع، وذكرها في كتابه "غرائب الاغتراب ونزهة الألباب" بإجمال هو مطبوع سنة ١٣٢٧ هـ بـ "بغداد"، ويشير هناك إلى نيف وسبعين ثبتا لمشايخه الأثبات. فراجعه.