حتى انتزعها منها الإنجليز في سنة ثلاث وسبعين ومائتين وألف، وكانت هذه الحرب المقرّرة لمصير المسلمين السياسيّ في "الهند" في ثلاث وثلاثين وتسعمائة.
وسخّر من بلاد "الهند" أكثرها، ثم اشتغل توطيد أركان ممالكه المتّسعة، فمهّد الطرق للمسافرين، وأقام لهم مراكز على الطريق، وأمر بمسح الأرض، لكي يعين عليها إتاوة عادلة، وغرس بساتين، وأدخل في البلاد أشجار الفواكه، وأقام محلّات مختلفة للبريد من "آكره" إلى "كابل".
وكان مع اتّساع معارف السياسية والعسكرية كلفا بالمعارف والفنون المستظرفة، مقتدرا على الشعر بالفارسي والتركي، له "ديوان شعر" في التركي، وقوله في تلك اللغة على ما قيل في غاية الحلاوة والعذوبة، وله "منظومة" في المعارف الإلهية نظم رسالة لخواجه أحرار، وله "الوقائع البابرية" في التركية، كتب فيها أخباره من بدء حكومته إلى آخر عهده بالدنيا، نقلها إلى الفارسية مرزا عبد الرحيم بن بيرم خان، وله "رسائل" في العروض، وله "كتاب" في الفقه الحنفي، المسمى بـ "المبيّن" -بفتح الياء التحتية وتشديدها- وعليه "شرح" للشيخ زين الدين الخوافي، المسمّى بـ "المبيّن" -بكسر الياء التحتية- ومن مخترعاته: خطّ سماه بالخطّ البابري، كتب بذلك الخطّ القرآن الكريم، وبعث به إلى "مكّة المباركة".
ومن شعره قوله:
نو روز ونو بهار ومى دلبرى خوش است … بابر بعيش خوش كه دنيا دو باره نيست.
وكان سامحه الله تعالى مدمن الخمر، تاب في آخر عمره، تاب الله عليه، ومرض ابن بابر، وهو نصير الدين همايون، فقلق بابر قلقا شديدا لحبّه