للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كان يسكن في الدرب المعروف به، ويُسمّى "درب المريسي" (١)، وهو بين "نهر الدجاج" و"نهر البزازين".

أخذ الفقه عن أبي يوسف القاضي، واشتغل بالكلام، وجرّد القول بخلق القرآن، وحكى عنه أقوال شنيعة، ومذاهب مُستنكرة، أساء أهل العلم قولهم فيه بسببها، وكفره أكثرهم لأجلها (٢).

وكان الأليق بكتابنا هذا عدم ذكره، والإضراب عن الاعتناء بأمره، فإنه كان -والحقّ أحقّ أن يتّبع- سيئة من سيئات الزمان، ونقمة من نقم الحدثان، لكن ذكرناه تبعًا للغير، وتحذيرًا منه ومن العمل بطريقته، ولاحتمال أن يكون الله قد هداه قبل الموت إلى الحقّ واعتقاده، وإلا فالمشهور أن الرجل كان غير مُتقيّد بدين ولا مذهب، وسنذكر ما قاله في حقه الثقات الأثبات، من غير ميل إليه، وانحراف عنه، والله تعالى أعلم بالصواب.

قال في "الجواهر": أخذ الفقه عن أبي يوسف، وبرع فيه، ونظر في الكلام والفلسفة.

قال الصيمري فيما جمعه: ومن أصحاب أبي يوسف خاصّة بشر بن غياث المريسي، وله تصانيف، وروايات كثيرة عن أبي يوسف، وكان من أهل الورع والزهد، غير أنه رغب الناس عنه في ذلك الزمان، لاشتهاره بعلم


= وطبقات الفقهاء للشيرازي ١٣٨، والعبر ١: ٣٧٣، والفوائد البهية ٥٤، والكامل ٦: ٤٤١، وكتائب أعلام الأخيار برقم ١٠١، وكشف الظنون ١: ٦٣١، واللباب ٣: ١٢٨، ولسان الميزان ٢: ٢٩، ومرآة الجنان ٢: ٧٨، ومعجم البلدان ٤: ٥١٥، وميزان الاعتدال ١: ٣٢٢، ٣٢٣، والنجوم الزاهرة ٢: ٢٢٨، ووفيات الأعيان ١: ٢٧٧، ٢٧٨.
(١) وفي الأصول مكان هذا: "وهو نهر الدجاج"، وهو خطأ، وصوابه في تاريخ بغداد ٧: ٥٦، والنقل عنه.
(٢) هذا كلام الخطيب البغدادي، وما يأتي كلام المصنف.

<<  <  ج: ص:  >  >>