للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فأدخلتُه عليه.

قال: فقال: يا بشر ادنه، ويلك يا بشر ادنه، مرّتين، أو ثلاثًا. فلم يزلْ يدينه حتى قرب منه، فقال: ويلك يا بمر، من تعبد، وأين ربك؟ فقال: وما ذاك يا أبا الحسن.

قال: أخبرتُ عنك أنك تقول: القرآن مخلوق، وإن الله معك في الأرض مع كلام (١).

-ولم أر شيئًا أشدّ على أبي (٢) من قوله: القرآن مخلوق، وإن الله معه في الأرض-.

فقال: يا أبا الحسن، لم أجيءْ لهذا، إنما جئتُ في كتاب خالد تقرأه عليّ.

قال: فقال له: لا، ولا كرامة، حتى أعلم ما أنت عليه، أين ربك ويلك؟ قال، فقال له: أوتعفيني؟ قال: ما كنت لأعفيك.

قال: أما إذا أبيت، فإن ربي نور في نور.

قال: فجعل يزحف إليه، ويقول، ويلكم، اقتلوه، فإنه والله زنديقٌ، وقد كلّمت هذا الصنف بـ "خراسان".

وعن الحسين بن علي الكرابيسي (٣)، أنه قال: جاءتْ أمّ بشر المريسيّ إلى الشافعي، فقالتْ: يا أبا عبد الله، أرى ابني يهابك ويُحبّك، وإذا ذكرت عنده أجلك، فلو نهيته عن هذا الرأي الذي هو فيه، فقد عاداه الناس عليه، ويتكلّم في شيء، يواليه الناس عليه، ويحبّونه.

فقال لها الشافعي: أفعل.


(١) في تاريخ بغداد بعد هذا زيادة: "كثير".
(٢) تكملة من تاريخ بغداد.
(٣) تاريخ بغداد ٧: ٥٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>