للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إسحاق المعتصم أن يحبس في منزله، ووكّل ببابه الشرط، ونهى أن يفتي أحدًا بشئ، فلمّا ولي جعفر بن أبي إسحاق الخلافة، أمر بإطلاقه، وأن يُفتي الناس، ويحدّثهم، فبقي حتى كبرتْ سنّه (١).

وقد وثّقه أبو على صالح بن محمد (٢)، ووثّقه الدارقطني أيضًا، ونقل الخطيب عن بعضهم تضعيفه.

وقد مدح وهجي كغيره من الأفاضل المحسودين، فممّا هجى به قول بعضهم، حين ولي قضاء عسكر المهدي:

يا أَيُها الرجلُ الموَحِّدُ رَبَّهُ … قاضِيكَ بشرُ بن الوليد حِمارُ

يَنْفِى شهادة من يَدِينُ بما بِهِ … نَطَقَ الكتابُ وجاءت الآثارُ

ويعُدُّ عَدْلًا من يقول بأنه … شيخٌ تُحيطُ بِجِسْمِهِ الأَقْطارُ (٣)

وممن مدحه ربيعة بن ثابت الرقي، بأبيات حسنةٍ، وهي هذه (٤):

بشرٌ يجُودُ بمالِهِ … جُودَ السَّحائِبِ بالدِّيَمْ

وأبو الوليدِ حوَى النَّدَى … لما تَرَعْرَعَ واْحتَلَمْ

وأَعَزّ بَيْتٍ بَيْتُه … بيتٌ بَنَتْهُ له إرَمْ

عَمَرَتْهُ كِنْدَةُ دَهْرَها … وبَنَى فَأَتْقَنَ ما انهدَمْ

بِشْرٌ يجودُ برفدهِ … عَفْوًا ويكشفُ كلَّ غَم

بشرٌ يجود إذا قصدْ … تَ تُريدُ جدواهُ هلم

ما قال لا في حاجةٍ … لا بَل يقولُ نعمْ نعمْ


(١) بعد هذا في تاريخ بغداد زيادة: "وتكلم بالوقف، فأمسك أصحاب الحديث عنه، وتركوه".
(٢) في الأصول: خطأ: "عصر"، وصالح بن محمد جزرة. انظر تاريخ بغداد، وميزان الاعتدال ١: ٣٢٧.
(٣) كذا في الأصول: "شيخ"، ولعلّ الصواب: "شبح".
(٤) القصيدة في تاريخ بغداد ٧: ٨٢، ٨٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>