للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وهو العَفُوُّ عنِ المِسِ … ئِ وعن قبائح ما اجْتَرَمْ

نامَ القُضاةُ عن الأنا … م وعَيْنُ بشر لم تنم

وحكيمُ أهلِ زمانِهِ … فيما يريدُ وما حَكَمْ (١)

وكأنه القمرُ المِني … رُ إذا بَدَا أجْلَى الظُلَمْ (٢)

وكأنه البحرُ المِطلُ … إذا تقاذَفَ والتَطَمْ (٣)

وكأنه زهرُ الربي … عِ إذا تفتَّحَ أو نَجَمْ

ختَمَ الإلهُ لِبِشْرِنا … بالخيرِ منه إذا خَتَمْ

قال أحمد بن كامل القاضي (٤): مات بشر بن الوليد الكندي المفلوج، صاحب أبي يوسف القاضي، في سنة ثمان وثلاثين ومائتين، وبلغ سبعًا وتسعين سنة، ودفن في مقابر باب "الشام ". -رحمه الله تعالى-.

قلت: في "الفوائد البهية" ص ٥٥ ذكر القاري أنه كان متحاملا على محمد بن الحسن، وكان الحسن بن مالك ينهاه، ويقول: قد عمل محمد هذه الكتب، فاعمل أنت مسألة واحدة، وكان صالحا، دينا، عابدا، واسعا في الفقه، خشنا في باب الحكم، مقدّما عند أبي يوسف، وروى عنه كتبه وأماليه. سمع من مالك، وحماد بن زيد، وغيرهما، وروى عنه الحافظ أبو نعيم الموصلي، ونحوه. وقال عبد الرحمن السلمي: سألت الدارقطني عن بشر بن الوليد، فقال: ثقة. وقال أحمد بن عطية: كان يصلّى في كلّ يوم مائة ركعة، وكان يصلّيها بعد ما فلج، وشاخ. وفي "ميزان الاعتدال": بشر بن الوليد الكندي الفقيه سمع مالك بن أنس، وتفقّه بأبي يوسف، وروى عنه البغوي، وأبو يعلى، وحامد بن شعيب، وولي قضاء "مدينة المنصور" إلى سنة ثلاث عشرة


(١) في تاريخ بغداد: "فيما يدير وما حكم".
(٢) في تاريخ بغداد: "حبلي الظلم".
(٣) في تاريخ بغداد: "البحر الخضم".
(٤) تاريخ بغداد ٧: ٨٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>