للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وعن أحمد بن سهل الهرويّ قال: كنت ألازم غريمًا لي، إلى (١) بعد العشاء الآخرة، أو نحو هذا، وكنت ساكنًا في جوار بكّار بن قتيبة، فانصرفت إلى منزلي، فإذا هو يقرأ {يَادَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ} (٢)، الآية، فوقفتُ أتسمع عليه طويلًا، ثم انصرفتُ فقمتُ في السحر، على أن أصير إلى منزل الغريم، فإذا هو يقرأ هذه الآية، ويردّدها، فعلمتُ أنه كان يقرؤها من أول الليل.

وكان كثيرًا ما يُنشد (٣):

لِنَفْسِيَ أَبْكِي لستُ أَبْكِى لِغَيرِهَا … لِعَيْبِيَ في نفسي عن الناسِ شاغِلُ

قال أبو عمر الكندي (٤): قال محمد بن الربيع الجيزي: ولي بكّار قضاء "مصر" من قبل المتوكّل، فدخلها يوم الجمعة، لثمان ليالٍ خلون من جمادى الآخرة، سنة ستّ وأربعين ومائتين.

ويقال: إنه لقي وهو قاصد "مصر" محمد بن أبي الليث بـ "الجفار" (٥)؛ وهو الرمل الذي بين "غزّة" و"العريش"، راجعًا إلى "العراق" مصروفًا، فقال له بكّار: أنا رجل غريب، وأنت قد عرفت البلد، فدُلّني على مَنْ أشاوره وأسكن إليه.


(١) في الأصول: "أتي" والمثبت من رفع الإصر.
(٢) سورة ص ٢٦.
(٣) رفع الإصر ١: ١٤٢، والخبر فيه عن سعيد بن عثمان.
(٤) الولاة والقضاة ٥٠٦، ورفع الإصر ١: ١٤٢.
(٥) الجفار: أرض من مسيرة سبعة أيام بين فلسطين ومصر، أولها رفح من جهة الشام، وآخرها الخشبي، متصلة برمال تيه. بنى إسرائيل، وهي كلّها رمال سائلة بيض. معجم البلدان ٢: ٩٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>