للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فيقول: ما هذا أيّها الأمير، هلا تركتني حتى أقضى حقّك، أحسن الله مجازاتك.

وقال أبو حاتم ابن أخي بكّار: قدم على بكّار رجل من أهل "البصرة"، ذكر أنه كان رفيقه في المكتب، فأكرمه جدًا، ثم احتاج إلى شهادة، فشهد عند بكّار مع رجل مصري، فتوقّف عن الحكم، فظنّ أهل "مصر" أن توقفه لأجل المصري، فسئل في خلوة عن ذلك، فقال. المصري على عدالته، ولكن السبب البصري، وذكر منه أمرًا رآه في الصغر، وقال: لا تطيبُ نفسي إذا ذكرت ذلك أن أقبل شهادته.

وقيل (١): إنه ذكر أنه أكل معه أرزًا في سمن، فنفذ العسل الذي من ناحية بكّار، ففتح من جهة صاحبه، حتى جرى إليه، فقال له {أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا} (٢).

فقال: له بكّار (٣): أتهزأ بالقرآن في مثل هذا! فبقيت في نفسه عليه.

وكان بكّار في غاية العفاف، وسلامة الصدر، اتفق أنه دخل عليه بعض أمنائه، وهو مخرق الثياب، فقال: بعثتني أحفظ تركة فلان، فصنع بي جاره هذا.

فقال: أحضروه.

فأحضره الأعوان، فقال له بكّار: أنت صنعت هذا بأميني (٤).

قال: نعم.


(١) رفع الإصر ١: ١٤٦.
(٢) سورة الكهف ٧١.
(٣) رفع الإصر ١: ١٤٧.
(٤) في الأصول: "أنت منعت هذا يامسى"، والمثبت في رفع الإصر، ولكلّ من الروايتين محمل، وربما تصحفت واحدة عن الأخرى.

<<  <  ج: ص:  >  >>