للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثم انصرف عنه، فلم يعدْ إليه.

قال ابن حجر (١): وقد استبعد صاحبنا جمال الدين (٢) صحة هذه الحكاية (٣)، من جهة أن ابن أبي الليث كان حينئذ محبوسًا بـ "العراق"، ولأن خروجه من "مصر" كان في سنة إحدى وأربعين، قبل مجيئ بكّار بخمس سنين.

وأجرى المتوكّل على بكّار في الشهر مائة وثمانية وستين دينارًا.

وكان بكّار عارفًا بالفقه، كثير البكاء، والتلاوة، وكان إذا فرغ من الحكم خلا بنفسه، وعرض من تقدم إليه، وما حكم به، على نفسه، وكان يكثر الوعظ للخصوم، ولا سيّما عند اليمين، وكان يحاسب أمناءه في كلّ وقت، ويسأل عن الشهود.

ودخل عليه أبو إبراهيم المزني (٤) في شهادة، ولم يكنْ رآه قبلها، لاشتغال المزني بنفسه، وإنما اضطرّ إلى أداء الشهادة، فلمّا أدّاها، قال له: تسم.

فقال: إسماعيل بن يحيى المزني.

قال: صاحب الشافعي؟ قال: نعم.

فاستدعى مَنْ شهد عنده أنه هو، فقبل شهادته.

وقال الطحاوي (٥): ما أدري كم كان يجئ أحمد بن طولون إلى بكّار، وهو على الحديث، فما يشعر به بكّار إلا وهو جالس إلى جنبه،


(١) رفع الإصر ١: ١٤٣.
(٢) في رفع الإصر زيادة "البشبيشي"، وهي بين معقوفين مجتلبة من سير أعلام النبلاء، وعلى هذا فليس جمال الدين صاحب ابن حجر.
(٣) أي حكاية لقاء ابن أبي الليث، وما ترتب عليها.
(٤) أي حكاية لقاء ابن أبي الليث، وما ترتب عليها.
(٥) رفع الإصر ١: ١٤٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>