للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

محدّث، فقيه، أصولي.

ينسب إلى بلدة كبيرة في أول "تركستان " وراء نهر "سيحون" (١) وراء "الشاش"، ولها قلعة حصينة، وعلى بابها وادي "أخسيكث".

قدم "حلب" رسولا من صاحب "الروم" إلى نور الدين الشهيد، فولّاه تدريس "الحلاوية"، عوضا عن الرضي السرخسي محمد بن محمد بن محمد، مصنّف "المحيط" بعد عزله.

وسبب ذلك أنه تناظر مع فقيه ببلاد "الروم" في مسألة المجتهدَيْن، هل هما مصيبان أم أحدهما مخطئ؟

فقال الفقيه: المنقول عن أبي حنيفة أن كلّ مجتهد مصيب. فقال الكاساني: لا، بل الصحيح عن أبي حنيفة أن المجتهدَيْن مصيب، ومخطئ، والحق في جهة واحدة، وهذا الذي تقوله مذهب المعتزلة، وجرى بينهما كلام في ذلك، فرفع الكاساني على الفقيه المقرعة، فقال: ولد الروم: هذا افتيات على الفقيه، فاصرفه عنا. فقال الوزير: هذا رجل كبير ومحترم، ولا ينبغي أن يصرف، بل ننفذه رسولا إلى الملك نور الدين محمود، فأرسل إلى "حلب"، فولاه نور الدين "الحلاوية"، عوضا عن رضي الدين السرخسي بعد عزله، فتلقّاه الفقهاء بالقبول، وكانوا في غيبته يبسطون له السجّادة، ويجلسون حولها في كلّ يوم إلى أن يقوم.

رحلاته: تقدّم أن الإمام الكاساني أصله يرجع إلى بلاد "الروم"، وتحديدا إلى "كاسان" المدينة الكبيرة في "تركستان"، وأنه كان في مجلس ملك "الروم"، وأنه أرسل إلى "حلب" رسولا إلى نور الدين، ومن رحلاته أيضا رحلته إلى "دمشق".


(١) معجم البلدان لياقوت ٤/ ٤٣٠.
وقال السمعاني في الأنساب: الكاساني بفتح الكاف وسكون الألفين بينهما سين مهملة نسبة إلى كاسان بلدة وراء الشاش. اهـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>