فقد ذكر العلامة قاسم بن قطلوبغا في "تاج التراجم" ص ٣٢٨ عن ابن العديم أنه قال: سمعت قاضي العسكر (١) يقول: قدم الكاساني "دمشق"، فحضر إليه الفقهاء، وطلبوا منه الكلام معهم في مسألة، فعيّنوا مسائل كثيرة، فجعل يقول: ذهب إليها من أصحابنا فلان وفلان، فلم يزل كذلك، حتى إنهم لم يجدوا مسألة، إلا وقد ذهب إليها واحد من أصحاب أبي حنيفة، فانفضّ المجلس، ولم يتكلّموا معه.
شيوخه وتلامذته: لابدّ أن يكون الإمام الكاساني قد تتلمذ على أكثر من عالم، لكن المصادر التي ذكرت ترجمته لم تسعفنا بذكر شيوخه، اللّهم إلا شيخه علاء الدين محمد بن أحمد بن أبي أحمد السمرقندي، الذي زوّجه ابنته الفقيهة فاطمة، التي كان مهرها كتابه "البدائع"، والذي قرأ عليه معظم تصانيفه مثل "التحفة" في الفقه، وغيرها من كتب الأصول.
وقيل: إن سبب تزويجها أنها كانت من حسان النساء، وكانت حفظت "التحفة" لأبيها، وطلبها جماعة من ملوك بلاد "الروم"، ولما صنّف صاحب الترجمة "البدائع"، وهو "شرح التحفة"، وعرضه على شيخه ازداد به فرحا، وزوّجه ابنته، وجعل مهرها منه ذلك، فقالوا في عصره: شرح "تحفته"، وتزوّج ابنته.
وأما تلامذته: فلم أجد فيمن ترجمه ذكر لأحد تلاميذه، وإنما ذكرت عموميات تشير أنه تتلمّذ، وقرأ عليه ثلّة من أهل العلم، رغم الاعتراف بجلالته وقلمه، ولكن مع الأسف لم يحظ بالدراسة الكافية.
مولده ووفاته: أما تاريخ ولادته فلم أعثر عليها.
أما وفاته فقد ذكر العلامة قاسم وغيره أن مات يوم الأحد، عاشر رجب سنة سبع وثمانين وخمسمائة بـ"حلب".
(١) هو محمد بن يوسف بن الخضر عرف بابن الأبيض، تولى قضاء العساكر، وقد توفي في سنة ٦١٤ هـ انظر الجواهر المضيئة ٣/ ٤٠٧ - ٤٠٨.