قال ابن العديم: سمعت ضياء الدين محمد بن خميس الحنفي يقول: حضرت الكاساني عند موته، فشرع في قراءة سورة إبراهيم، حتى انتهى إلى قوله:{يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ}(سورة إبراهيم:٢٧)، فخرجت روحه عند فراغه من قوله:(وفي الآخرة)، ودفن عند زوجته فاطمة داخل مقام إبراهيم الخليل بظاهر "حلب"، وكان الكَاسَاني لم يقطع زيارة قبرها في كلّ ليلة جمعة إلى أن مات، ويعرف قبرهما عند الزوّار بـ"حلب" بقبر المرأة وزوجها.
وخلف ولدا ذكرا.
قال الشيخ راغب الطبّاخ في "أعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء": أقول: وقبره في حجرة عن يمين الداخل إلى مقام إبراهيم الخليل، ومحرّر على بابها:
١ - بسم الله الرحمن الرحيم أمر بعمارته مولانا المالك.
٢ - الظاهر غياث الدنيا والدين أبو الفتح غازي.
٣ - ابن الملك الناصر خلّد الله ملكه في سنة ٥٩٤ هـ أربع وتسعين وخمسمائة.
قال القارئ: إنه مصنّف "بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع"، و"السلطان المبين في أصول الدين"، و"الكتاب الجليل". قيل: و"سماء المعتمد في المعتمد".