الترجمة أسنّ منه، بل هو أغاته قدمه لخازنداريته، وضار المتولّي لعمائره، كثير من جهاته، ولا زال في ترق زائد من ذلك، بحيث لم يشذّ عنه من الأماكن المنسوبة لمخدومه، إلا النزر اليسير، وشكر العمّال ونحوهم صنيعه معهم في المصروف ونحوه، وبكوا من سالم في عمائر الأتابك، وجرتْ على يديه من مبرات مخدومه أشياء جزيلة، وربما كان هو المحرك له في ابتدائها، وجدد أشياء، أو كملها من المساجد والجوامع، كجامع الخشابين، والمسجد المقارب له، والمقابل لدرب الركراكي من المقس وجامع بالكبش، وهو خاصّة باسم السلطان، وزاوية الشيخ شرف الدين بالحسينية، والمشهد النفيسي، ومشهد غانم بسويقة اللبن، ولم ينهض أحد بما نهض له من ذلك كلّه، مع تؤدة وعقل وعدم طيش، بل لم يتحولْ عن طريقته الأولى في التواضع والتأدب غالبا، وتكلّم عنه في سعيد السعداء والبيبرسية والصالح، وحمد في هذا كله، ولما مات الدوادار أضيف إليه التكلّم في الأستادارية مع مبالغته في التنصّل والاستعفاء، وعدم إجابته، فساس الأمور، وسمعت غير واحد يشكرون مباشرته، وأن له مزيد نظر في عمارة الجهات، وربما ندبه السلطان لعمارة بعض الأماكن، كالمطهرة لجامع الأزهر، وجاءت بهجة، وكجامع سلطان شاه، وكذا استملّ بالتكلّم فيما كان ينوب عن مخدومه فيه، كسعيد السعداء بطلب كثير من المستحقّين لذلك، وعمر جلّ أوقاف سعيد السعداء، كالحمّام، وجددّ لها أشياء، بل عمّر المدرسة، وغيّر كثيرا من معالمها، وكذا عمّر مطهرتها، وغير بابها، وصار بهجا، ولم يعدم من متكلّم فيه بسببه، سيّما حين تعطّلت النفقة من أجل ذلك غالبا عليهم، وربما شوفه بالمكروه.
ويقال: إنه وجد دفينا قديما، وإنه أخذ منه، وأضيف إليه بأخرة التكلّم في القرافتين، بعد صرف القاضي الزيني زكريا عنهما، وابتنى لأخي زين العابدين القادري بالقرب من زاوية سكنهم بباب "القرافة" أمكنة هائلة، بل ابتنى في نفس