للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الزاوية رواقا وغيره، وتكلّم في جهات أمير المؤمنين المتوكّل عزّ الدين صاحبه من بلاد وغيرها، حتى المشهد النفيسي بسؤال منه له، وأذن السلطان فيه، ففرض له في كلّ يوم من متحصّلها أربعة دنانير، والباقي يرصد لوفاء الديون، وندم العزّ لما نشأ عنه من التضييق عليه، ولكن استحكم الأمر.

وكذا له في جامع الغمري والكاملية اليد البيضاء، وتزاحم كثير من مجاوري جامع الأزهر ونحوهم على بابه، ونزل كثيرا من مستحقّيهم فيما يشغر تحت نظره من التصوّفات ونحوها، وممن قرّره الزين جعفر المقري، بل بلغني أنه قرّر كمال الدين الطويل في مشيخة البيبرسية بعد الجلال البكري، ولكنه لم يتم، وعقد عنده مجلسا للحديث في كلّ ليلة، فهرع كثيرون إليه، وقرئ فيه من الكتب الكبار وشبهها، كـ"دلائل النبوة"، و"المعجم الكبير" للطبراني ما يفوق الوصف، ولكن لا أهلية في القارئ، ولا في أكثر الحاضرين.

وانتفع كثير منهم بملازمته، كالزين خلد الوقاد، حيث استمرّ به في مسجد خان الخليلي، الذي أنشأه للدوادار وفي غيره من الجهات، وانتعش هو والقارئ وغيرهما، كثيرا ما يتفقّد المنقطعين من العلماء ونحوهم، كالبدر حسن الأعرج، وعثمان الديمي، بل قلّ أن يموت عالم أو فقيه أو صالح أو فاضل، إلا ويبادر للوقوف على غسله، بل وربما يساعد في تجهيزه، كالأمشاطي، وابن سولة، وابن قاسم، وجعفر، وابن الشيخ يوسف الصفي، ولذا كان كثير منهم يسند وصيته إليه، كابن قاسم وأمره في هذا مشاهد، وخيره إن شاء الله متزايد، ولا زال في كدر وضرر ومرافعات ومدافعات، إلى أن تغيب بعد أن ملّ وتعب.

ويقال: إنه توجّه لضريح الشيخ عبد القادر، ولم يثبت في لك عندي، فرج الله ضائقته.

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>