للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ومن أبيضٍ لا يعرفُ الصفحَ إنَّما … يُقابلهُمْ بالحَدِّ في لبَّة النَّخْر

مَضارِبُهُ لا تنثنِي عن ضَريبةٍ … إذا راحَ يَحْكي البحرَ في المدّ والجَزْرِ

يريش ويبرِي لِلْعِدَى منه أسهُمًا … وفي السَّلْمِ والجدوى يَريشُ ولا يَبْرِي

إذا اعْتَقَلَ الخَطِّيَ كَلَّمَ خَصْمَهُ … بِطُولِ لِسان في تلهّبِهِ جَهْرِي

يُريهم يَقِينَ الموت بالشَّكِ سُرعةً … ويستخرج الأضغان من داخل الصدر

وإن جرّد الهِندى عاينتَ شُعْلَةً … لها شررٌ ترمى به الدهر كالقَصْرِ

يجُرُّهُم لِلْمَوْتِ نُونٌ قِسِيَّهِ … وما خِلتُ أن النُونَ مِن أحْرُفِ الجرِّ

مُواظبة للخمْسِ في طَوْعِ رَبِّها … وخِدْمةِ باريها مُلازمة الوتْرِ

لمدْركةٍ تُنمى كِنَانةُ سَهْمِهِ … وعامِله الميَّادُ يُعزى إلى النَّضْرِ

وأسيافُه مَشْهورةٌ في عِداته … تُذِيقُّهُم بالنكرِ عاقبةَ المِكْرِ

حماسَتُهُ يومَ اللقَا أم تَغَزُّلٌ … يُرِيكَ افْتِنانًا منه بالبِيضِ والسُّمرِ

فما اضْطَرَبَت في غير قلب سيُوفُهُ … ولا اختلجَتْ أرْماحُه في سِوى الصَّدْرِ

فيا للسَّجايا البَرْمَكِية عُوضت … من الكافِ شينًا كم به نِلتَ من فَخْرِ

وكم حُزْتَ من أجرٍ وأوليتَ مِن ندىً … ويَسَّرْتَ مِن عُسْرٍ وأنفَذْتَ من أَسْرِ

ويا حافظَ الإسلامِ من طَعْنِ جاهلٍ … يُصيبُ ويُخْطي في الحديث ولا يدرِي

مَدَدْتَ يَدَ النَّعْمَا بُجودٍ قَصَرْتَهُ … عليكَ لقد أبدعت في المدِ والقَصْرِ

كم لكَ في الهَيْجاءِ مِن عَرَبيَّةٍ … تُباهِي بها الأقرانَ في الكَرِّ والْفَرِّ

لِصَهْرَتِهَا يا فارِسِيَّ زَمانِه … نَحَوْتَ فلم تَعْبَأ بِزَيْدٍ ولا عمرو

مُنَكَّسَةٌ أَعْلامُهُمْ ورُءُوسُهُم … فلا غَرْوَ أن يُبْنَى الجميعُ على الكَسْرِ

وأبْدَيْتَ في فنِّ الحروب مَعاني ال … بدِيعِ تُرُدُّ العَجْزَ منهم على الصدْرِ

خدمتُ سَجاياكَ العُلا بفضيلةٍ … يَتيمةُ فِكْرٍ نُخْبةُ الدهرِ والعُمْر

ومن بحرِك العَجَّاجِ صُغْتُ قصيدةً … كُميتُ فُحول الشِعْرِ من خلفها تَجْرِي

وأرسلتُها منكم إليكم هديةً … ومن عَجب أن تهُدي الدُّرَ للبَحْرِ

يلُفُّ حياءَ وَجْهها طِيبُ نَشْرِها … فَيَحلُو طِبَاقُ الحُسْنِ باللفِّ والنَشْرِ

<<  <  ج: ص:  >  >>