للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وآراؤُكَ الغُرُّ الغُلَا أم كَتَائِبٌ … تَسُوقُ نُفُوسَ المِلْحِدينَ إلى الحَشْر

فيا فارِسَ الإسْلامِ يا سَيْفَ دولةٍ … به قُطِّعَتْ أَوْصالُ دَاعيةِ الكُفْرِ

يَمِينُكَ فيها اليُمْنُ والأَمْنُ والمِنَى … ويُسْرَالكَ خُصَّتْ في البَرِيَّةِ باليُسْرِ

كم قد رَوَيْنَا مِن عَوَاليكَ مُسْنَدًا … بيوم نَوالٍ عن عَطاء وعن بشرِ (١)

لكَ اللهُ مِنْ مَلْكٍ نَدَى جُود كَفِّهِ … يُساجلُ مَوْجَ البحر بالشّيمِ الغُرِّ

أصابعه عَشْرٌ تَزيدُ على المِدَى … فلا غَزْوَ أن أَغْنَتْ عن النِيلِ في مصرِ

فقُمْ وارتشِفْ يا صاح من فَيْضِ كَفِّهِ … لِتَرْوِي حديثَ الجُودِ من طرُقٍ عشرِ

وقُل باسْمِهِ اللهُ أعْطَى وأيَّدَ ال … ممَالِكَ بالفَتْح المبِينِ وبالنَّصْرِ (٢)

فيا جُودَ تَغْرِى بَرْمَشٍ بعُفَاتِهِ … تَرَفقْ لِئَلَّا تُغْرِقَ الناسَ في بَحْرِ

مقرٌ كريمٌ عالِمٌ ومُحدِّثٌ … فصيحٌ بليغٌ فارسُ النَّظْمِ والنَّثْرِ

محطُّ رِحالِ الطَّالبينَ ومَلْجَأَ ال … عُفاةِ وأمْنُ الخائفينَ مِن الفَقْرِ

فقيهٌ إمامُ العَصْرِ شَرْقًا ومَغْرِبًا … سَنَاهُ عِشًا كالصُّبْحِ والشمس في الظُّهْرِ

أميرٌ أطاع الله مالك أَمْرِهِ … وراقَب رَبَّ المِلْكِ في السِّرِ والجهرِ

أميرٌ يُمِيرُ الناسَ عَذْبُ نَمِيرِهِ … إذا ضنَّتِ السُّحْبُ الهَوامِعُ بالنَّزْرِ

فكم سدَّ مِن ثغرٍ وكم شادَ مِن عُلًا … وكم شَدَّ من أزْرٍ وكم حطَّ من وِزْرِ

بأفْقِ سمَاهُ قلعةُ الجَبلِ ازدهتْ … فمَدَّتْ جَناحًا فوقَ قادِمَةِ النَّشرِ

وَحِفْظًا غَدَتْ ذاتُ البُرُوج وزيِّنَت … به من حُلاهُ الغُرّ بالأنجُمِ الزُّهْرِ

حَمَى حَوْزَة الإسْلامِ بالبَاسِ والنَّدَى … وجهَّزَ جَيْشَ النَّصْرِ في اليُسْرِ والعُسْرِ

بِكُلِّ حَدِيدِ الطرفِ أسْمَرَ إن رَنَا … إلى مَقْتَلٍ أصْماهُ بالنَّظَرِ الشَّزْر


(١) يشير إلى بشر بن أسلم بن صفوان، المعروف بابن رباح، تابعي، توفي سنة أربع عشرة ومائة، وإلى بشر بن الحارث بن علي، المعروف بالحافي، المتوفى سنة سبع وعشرين ومائتين، وكانا من كبار المحدّثين.
(٢) في الأصول: "الله أعطى وأيدك. ممالك"، ولعل الصواب ما أثبته.

<<  <  ج: ص:  >  >>