يملي المصاحف عن ظهر قلب، فغضب عمر، وانتفخ حتى كاد يملأ ما بين شعبتي الرجل، فقال: ومن هو ويحك؟ فقال ابن مسعود.
فما زال يطفئ غضبه، ويتسرى عنه، حتى عاد إلى حاله، ثم قال: ويحك! والله ما أعلم بقى من الناس أحد هو أحق بذلك منه، وسأحدّثك: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزال يسمر عند أبي بكر الليلة كذلك في الأمر من أمر المسلمين، وإنه سمر عنده ذات ليلة وأنا معه، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخرجنا معه، فإذا رجل قائم يصلّى في المسجد، فقام رسول الله يسمع قراءته، فلما كدنا أن نعرفه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من سره أن يقرأ القرآن رطبًا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد".
قال: ثم جلس يدعو، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له:"سل تعطه".
فقلت: والله لأغدونَّ إليه فلأبشره، قال: فغدوتُ فوجدتُ أبا بكر قد سبقني.
رواه أحمد في "مسنده"(١) عن أبي معاوية، وروى نحوه يحيى بن سعيد الأموى، عن مالك بن مغول، عن حبيب بن أبي ثابت، عن خيثمة فذكر القصة.
محمد بن جعفر بن أبي كثير: عن إسماعيل بن صخر الأيلي، عن أبي عبيدة بن محمد بن عمَّار، عن أبيه، عن جدّه أن رسول الله صلى الله عليه
(١) إسناده ضعيف، وهو في المسند ١: ٢٥ - ٢٦، وأخرجه أبو نعيم في الحلية ١: ١٢٤ والفسوي في المعرفة والتاريخ ٢: ٥٣٨ من طريق: الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة.