للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ويقال: إن الرشيد كان لا يمرّ ببلد ولا إقليم،. فيسأل عن قرية أو مزرعة أو بستان، إلا قيل: هذا لجعفر.

وقد قيل (١): إن البرامكة كانوا يريدون إبطال خلافة الرشيد، وإظهار الزندقة، ويؤيّد ذلك ما روي أن الرشيد أتى بأنس بن أبي شيخ، وكان يُتّهم بالزندقة، وكان مصاحبًا لجعفر، وذلك ليلة قتل، فدار بينه وبينه كلام، فأخرج سيفًا من تحت فراشه، وأمر بضرب عنقه به، وجعل يتمثّل ببيت قيل في أنس، قبل ذلك، وهو -

تَلَمَّظَ السيفُ مِنْ شوقٍ إلى أَنَسٍ … فالسيفُ يَلْحَظُ والأَقْدارُ تَنْتَظِرُ

فضرب عنقه، فسبق السيف الدم، فقال الرشيد: - رحم الله عبد الله بن مصعب -. فقال الناس: إن السيف كان سيف الزبير بن العوّام، - رضى الله تعالى عنه -.

وقيل (٢): إنه بسبب العباسة أخته، فإن جعفرًا كان يدخل على الرشيد بغير إذن، حتى إنه كان ربما دخل عليه وهو في الفراش مع حظاياه، وهذه وجاهة عظيمة، ومنزلة عالية، وكان من أحظى العشراء على الشراب، فإن الرشيد كان يستعمل في أواخر ملكه المسكر، [وكان المخلف] (٣). وكان أحبّ أهله إليه أخته العبّاسة بنت المهدي، وكان يحضرها معه، وجعفر البرمكي حاضر أيضًا، فزوّجه بها، ليحلّ له النظر إليها، واشترط عليه أن لا يطأها، فكان الرشيد ربما قام، وتركهما، وهما ثملان من الشراب، فربما واقعها جعفر، فاتفق حملها منه، فولدت ولدًا بعثته مع بعض جواريها إلى "مكّة"، وكان يُربى هناك.


(١) البداية والنهاية ١٠: ١٩٠، ١٩١.
(٢) البداية والنهاية ١٠: ١٨٩.
(٣) لم ترد الجملة في البداية والنهاية، وفي بعض النسخ "وكان المختلف"، وفي بعضها "وكان المخلف".

<<  <  ج: ص:  >  >>