للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فقالتْ: أما والله لئن أصبحت للناس آية، لقد بلغت فيهم الغاية، ولئن زال ملكك، وخانك دهرك، ولم يطلْ به (١) عُمرك، لقد كنت المغبوط حالًا، الناعم بالًا، يحسن بك الملك، وينفس بك الهلك، " [ولئن صرت] (٢) " إلى حالتك هذه، فلقد (٣) كنت الملك بحقّه، في جلالته ونطقه، فاستعظم الناس فقدك، إذ لم يستخلفوا ملكًا بعدك، فنسأل الله الصبر على عظم المصيبة، وجليل الرزية، التي لا تستعاض بغيرك، والسلام عليك وداع غير قال، ولا ناس لذكرك. ثم أنشأت تقول:

العَيْشُ بعدَك مُرٌ غيرُ مَحْبُوبِ … ومُدْ صُلِبْتَ وَمَقْنا كلَّ مَصْلُوبِ

أَرْجُو لك اللهَ ذا الإحسانِ إن له … فَضْلًا علينا وعَفْوًا غيرَ مَحسُوبِ

ثم سكتت ساعة وتأملته، ثم أنشأت تقول:

عليكَ من الأحِبَةِ كلَّ يومٍ … سلامُ الله ما ذكُرَ السَّلامُ

لَئِنْ أَمْسَى صَدَاكَ بِرَأيِ عَيْنٍ … على خُشُبٍ حَباكَ بها الإمامُ

فمِن مُلْكٍ إلى مَلَكٍ بِرَغْمٍ … من الأملاكِ أسْلَمَكَ الهُمَامُ

وروى الخطيب، أن أبا قابوس النصراني، قال: دخلت على جعفر بن يحيى البرمكي في يوم، فأصابني البرد، فقال: يا غلام! اطرح عليه كساء من أكسية النصارى، فطرح عليه كساء خزّ قيمته ألف دينار، قال: فانصرفت إلى منزلي، فأردت أن ألبسه في يوم عيد، فلم أصبْ له في منزلي ثوبًا (٤) يشاكله، فقالتْ لي بنية لي: اكتب إلى الذي وهبه لك حتى يرسل إليك بما يشاكله من الثياب، فكتبت إليه هذه الأبيات:


(١) لم يرد في تاريخ بغداد.
(٢) في تاريخ بغداد أن تصير.
(٣) في تاريخ بغداد "ولقد".
(٤) في الأصول: "يوما"، والتصويب من تاريخ بغداد.

<<  <  ج: ص:  >  >>