للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال تحركت نعمته بقلبي (١) فلم أصبرْ.

قال: كم كان يُعطيك جعفر (٢) كلّ عام؟

قال: ألف دينار. فأمر له بألفي دينار.

وروى الزبير بن بكّار (٣)، عن عمّه مصعب بن الزبير، قال: لما قتل جعفر بن يحيى، وقفتْ امرأةٌ على حمار فاره، فقالتْ بلسان فصيح: والله لئن صرتَ اليوم آيةً، فلقد كنت في الكرم غايةً، ثم أنشأت تقول:

ولما رأيتُ السيفَ خالَطَ جعفرًا … ونادَى مُنادٍ للخليفةِ في يحيى

بَكَيْتُ على الدنيا وأيْقَنْتُ أنَّما … قُصارى الفتى يومًا مُفارَقةُ الدُنيا

وما هي إلا دولةٌ بعدَ دولةٍ … تُخَوِّلُ ذا نَعْمى وتُعْقِبُ ذا بَلْوَى

إذا أَنْزَلَتْ هذا منازِلَ رِفْعَةٍ … مِن المِلْكِ حطَّتْ ذا إلى الغايةِ القُصْوى

قال: ثم حركت حمارها، فكأنها كانتْ ريحًا، لا أثر لها، ولا يُعرف أين ذهبت.

وقيل: إن الأبيات هذه للعبّاس بن الأحنف (٤).

وروى الخطيبُ (٥) أن أبا يزيد الرياحي، قال: كنت قائمًا عند خشبة جعفر بن يحيى البرمكي أتفكّر في زوال ملكه، وحاله التي صار إليها، إذا أقبلتْ امرأة راكبة لها رواءٌ وهيبة (٦)، فوقفتْ على جعفر، فبكتْ وأحرقتْ (٧)، وتكلّمتْ فأبلغتْ.


(١) في تاريخ بغداد "في قلبي".
(٢) في تاريخ بغداد "وعطاؤك".
(٣) البداية والنهاية ١٠/ ١٩٢، وتاريخ بغداد ٧: ١٥٩، ١٦٠.
(٤) ليست في ديوانه.
(٥) في تاريخ بغداد ٧: ١٥٨، ١٦٠.
(٦) في تاريخ بغداد "وهيئة".
(٧) في تاريخ بغداد "فأحزنت".

<<  <  ج: ص:  >  >>