للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أحد أتباع الإمام الأعظم، وأحد أعلام الأئمة، وصلحاء هذه الأمة، كان مشهورًا بالزهد والتقلّل، معروفًا بالورع والتقشّف، وله كلام مدوّن في الزهد والحكم، وأسند الحديق عن شقيق بن إبراهيم البلخي، وغيره.

وصحب عصام بن يوسف البلخي الإمام، وكان بينهما مباحث ومناظرات، وأهدى إليه عصام مرّة شيئًا فقبله، فقيل له: لم قبلته؟ فقال: وجدت في أخذه ذلّي وعزّه، وفي ردّي عزّى وذلّه، فاخترت عزّه على عزّي، وذلّي على ذلّه.

وقدم حاتم مدينة "بغداد" في أيام أبي عبد الله أحمد بن حنبل، واجتمع معه.

حكى عنه أبو عبد الله الخواصّ (١)، وكان من علية أصحابه، قال: لما دخل حاتم "بغداد"، اجتمع إليه أهلها، فقالوا له: لا أبا عبد الرحمن، أنت رجل عجمي، ليس يكلّمك أحدُ إلا قطعته، لأيّ معنى!! فقال حاتم: معي ثلاث خِصال بها أظفر على خصمي.

فقالوا: أيّ شئٍ هي؟ قال: أفرح إذا أصاب خصمي، وأحزن له إذا ما أخطا، وأحفظ نفسي لا تتجاهل عليه.


= والرسالة القشيرية ٢٠، وشذرات الذهب ٢: ٨٧، وصفة الصفوة ٤: ١٦١ - ١٦٣، وطبقات الأولياء لابن الملقن ١٧٨ - ١٨١، والطبقات الكبرى للشعراني ١: ٨٠، ٨١، وطبقات الصوفية ٩١ - ٩٧، والعبر ١: ٤٢٤، واللباب ١: ٥٧، والمختصر في أخبار البشر ٢: ٣٨، ومرآة الجنان ٢: ١١٨، ووفيات الأعيان ٢: ٢٦ - ٢٩.
ويأتي سبب تسميته بالأصم أثناء الترجمة.
وفي بعض مصادر الترجمة: "حاتم بن عنوان"، وعنوان وعلوان واحد.
(١) تاريخ بغداد ٨: ٢٤٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>