للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فبلغ ذلك أحمد بن حنبل، فقال: سبحان الله، ما أعقله من رجل.

وحدّث أبو جعفر الهروي (١)، قال: كنت مع حاتم وقد أراد الحجّ، فلمّا وصل إلى "بغداد"، قال لي: يا أبا جعفر، أحبّ أن ألقى أحمد ابن حنبل.

فسألنا عن منزله، ومضينا إليه، فطرقت عليه الباب، فلما خرج قلت: يا أبا عبد الله، أخوك حاتم.

قال: فسلّم عليه، ورحّب به، وقال بعد بشاشةٍ به: أخبرْني يا حاتم، فيم التخلّص من الناس؟ قال: يا أحمد، في ثلاث خصال.

قال: وما هي؟ قال: أن تعطيهم مالك، ولا تأخذ من مالهم شيئا، وتقضي حقوقهم، ولا تستقضي أحدًا منهم حقّا لك، وتحتمل مكروههم، ولا تكره أحدًا منهم على شئ.

قال: فأطرق أحمد ينكت بأصبعه (٢) على الأرض، ثم رفع رأسه. وقال: يا حاتم: إنها لشديدة.

فقال له حاتم: وليتك تسلم، وليتك تسلم، وليتك تسلم.

وروى الخطيب (٣) بسنده إلى الحسن بن علي العابد، أنه قال: سمعت حاتمًا لأصمّ، وقد سأله سائل: على أيّ شئٍ بنيت أمرك؟ فقال: على أربع خصال، على أن لا أخرج من الدنيا حتى أستكمل رزقي، وعلى أن رزقي لا يأكله غيري، وعلى أن أجلي لا أدري متى هو، وعلى أني لا أغيب عن الله تعالى طرفة عين.


(١) تاريخ بغداد ٨: ٢٤٢.
(٢) تكملة من تاريخ بغداد.
(٣) تاريخ بغداد ٨: ٢٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>